صورهم التفسيرية في مخطوطات كتابي:(الشاهنامه) و (خمسة نظامي)؛ كما صوروها على الخزف والقاشاني وحفروها على الأواني المعدنية ونسجوها في الأقمشة، وصارت هذه الوقائع موضوعات محببة إلى الفنانين في جميع فروع الفن، متنقلين بها من الفن الساساني إلى الفن الإسلامي، حتى وصلوا بها إلى العصر التركي
ونرى في شكل (١) صينية من الفضة المذهبة عليها صورة (بهرام جور) يشج بسيفه رأس أسد ويمسك بيده اليسرى شبلاً صغيراً، بينما هجمت عليه لبوة تريد تمزيق رأس جواده. وهذه الصينية محفوظة في متحف الأرميتاج بالروسيا. وهي من القرن ٥ - ٧ ميلادي، مما يدل على قدم هذا الموضوع الزخرفي في (إيران) قبل انتقاله إلى الفن الإسلامي
يقول الشاعر نظامي الكنجوي في منظومته (هفت بيكر)؛ أي الصور السبع: إن الملك الساساني يزدجرد الأول، عند ولادة ابنه بهرام، عهد به إلى النعمان ابن المنذر ملك الحيرة ليقوم على تربيته، وذلك عملاً بمشورة مستشاريه من المجوس، رغبة منه في إبعاده عنه، كي لا يتخلق الصبي بأخلاق أبيه البغيض لهم. فسلمه النعمان إلى أربعة نسوة اختارهن له فأرضعنه ولم يفطمنه حتى بلغ الرابعة من عمره. وبنى النعمان قصر (الخورنق) لسكنى بهرام، بناه له معمار من بلاد الروم اسمه (سمنار) استدعاه إليه لشهرته في بناء القصور، فجاء قصراً منيفاً من أجمل الأبنية. فأهلك النعمان سمنار كي لا يعود لبناء مثله ويبقى القصر فريداً - وضرب العرب المثل بجزاء (سمنار)
وتعلم بهرام الكتابة والقراءة، والتاريخ والعلوم، والرماية والصول والجول، والصيد والطرد، فأتقنها جميعاً. واشتهر ببراعته في صيد نوع من الغزلان كبير الحجم، يعيش في تلك الجهات، ويسمى بالفارسية (كور) فعرف ببهرام كور، وعربته العرب فقالوا بهرام جور.
وذات يوم بعد ما بلغ بهرام جور أشده وصار شاباً يافعاً قوياً وشاباً فتياً، ركب وخرج للصيد، وكان في معيته النعمان وابنه المنذر، وإذا به يرى فجأة سحابة من التراب ترتفع من الأرض، فاقترب منها، ولما تبينها رأى في وسطها أسداً قد هجم على غزال، وامتطاه وراح يعمل أنيابه في عنقه ليفترسه. فأخرج بهرام جور من جعبته سهماً مدبباً، وضعه في وتر قوسه، وجذبه بشدة، ثم أطلقه، فانطلق السهم في عنف وقوة وأصاب كلا الحيوانين