تحت الكتف الأيسر، واخترق قلبيهما وجسديهما، ثم غار في الأرض من تحتهما وإلى جانبه سقط الحيوانان كل منهما جثة هامدة. فلما رأى العرب ذلك أعجبوا ببهرام جور أيما إعجاب، وأمر النعمان المصورين أن يصوروا هذه الواقعة على حائط إحدى قاعات قصر الخورنق.
وفي شكل (٢) نرى بهرام جور في وسط الصورة على جواد وأمامه الأسد والغزال وقد أصابهما بسهم واحد، ويلاحظ ما أسبغه الفنان على هذه الصورة من جمال الحركة وروح الحياة، وهي من تصوير الفنان الإيراني سلطان محمد، من مخطوط للمنظومات الخمس للشاعر نظامي محفوظ في المتحف البريطاني، كتب للشاه طهماسب بين سنتي ٩٤٦ - ٩٥٠ هجرية في تبريز، واشترك في تصوير الصور التفسيرية التي به خمسة من كبار مصوري ذلك العصر هم: سلطان محمد، ومظفر علي، واقأميرك، وميرزا علي، ومير سيد علي. وقد كان سلطان محمد من أساتذة الشاه طهماسب في التصوير، ويقال إنه خلف المصور بهزاد، عميد فناني إيران، في إدارة (الورشة) الملكية في لفنون الكتاب
أتقن بهرام جور الصيد والطرد، واعتاد أن يخرج إلى الأحراج المجاورة لصيد الوحوش والغزلان، وكان أن شرب يوماً مقداراً من الشراب، وخرج للصيد فقابل قطيعاً كبيراً من الغزلان، وأصاب منها الكثير، إلى أن رأى ظبياً جميلاً، رشيق الحركات أراد أن يقتنصه، فأطلق الظبي ساقيه الرشيقتين الطويلتين للريح يسابقها، وأعمل بهرام جور مهمازيه في جانبي الجواد فانطلق يجري، يطلب الظبي، واستمر على ذلك مسافة طويلة إلى أن وصل الظبي إلى فوهة كهف ربض أمامها تنين هائل، بشع الخلقة ذو رأسين عظيمين مد أحدهما إلى الظبي فابتلعه، وكان التنين جائعاً وما كان الظبي إلا ليثير شهيته لافتراس الفارس القادم عليه بجواده، فأخذ بهرام جور سهماً عريضاً من جعبته، وأطلقه على التنين
فأعماه، ثم استل سيفه الكبير وضرب به التنين بين رأسيه فشطره إلى بطنه، حيث وجد الظبي قابعاً، وما كاد هذا يرى الحرية أمامه حتى قفز من بطن التنين وجرى إلى أن دخل الكهف، وتبعه بهرام جور فوجد في الكهف كنزاً عظيماً من قدور ملأا بالذهب والأحجار الكريمة، مما استدعى نقله إلى قصر الخورنق مائة جمل، أرسل عشرة منها إلى أبيه يزدجرد، ووهب النعمان عشرة أخرى، واستمتع هو بالباقي على أن ينفق منها بغير رقيب