ذلك فأجاده، وأصبح عمله لا يتطلب منه أية قوة خارقة. فاغتاظ الملك لهذه الإجابة، وأمر ضابطاً أن يقتل الفتاة، فأخذها الضابط إلى منزله لينفذ فيها أمره. ولكن الفتاة نظرت إليه بعينين دامعتين متوسلة وأفلحت في أن تقنعه بأن يبقي على حياتها، واتفقا على أن تعمل في منزله كخادمة حتى لا تثير الشبهات. وكان في أعلى المنزل منظرة عالية تصعد إليها ستون درجة، وقد اعتادت الفتاة كل يوم أن تحمل عجلة صغيرة ولدت حديثاً وتصعد بها الستين درجة إلى المنظرة، فكانت قوتها تنمو تدريجياً بما يتناسب مع نمو العجل، إلى أن صارت بعد ست سنوات بقرة كاملة النمو دون أن تجد مشقة في حملها. وذات مساء أعطت الفتاة الضابط بعض لآلئها، وطلبت منه أن يهيئ بثمنها مأدبة فاخرة ينتهز فرصة مرور الملك للصيد ويدعوه إليها. فعمل الضابط ذلك، وجاء الملك إلى المأدبة وجلس في المنظرة، فصعدت الفتاة تحمل البقرة على كتفها لتحلب لهم من لبنها أثناء الطعام، فنظر إليه الملك وقال: لقد تعودت حملها، فأنت الآن لا تحتاجين إلى قوة خارقة لعمل ذلك. فقالت له الفتاة: وهل كان الغزال يحتاج إلى قوة خارقة؟ فعرفها الملك وقام إليها فرفع نقابها واحتضنها، ولم يفصلهما بعد ذلك سوى الموت
وفي شكل (٦) بهرام جور على جواد في الوسط وقد أطلق سهماً أصاب غزالاً أمامه فسمر حافره بأذنه. وإلى يسار بهرام جور نرى (فتنة) على جواد وفي يدها الجنك. وهذه الصورة من مخطوط نظامي للشاه طهماسب السالف الذكر، صورها مظفر على أحد تلاميذ بهزاد
وفي شكل (٧) صينية من الفضة المذهبة عليها رسم بهرام جور يصطاد الغزال وهو جالس على هجين يرتدف جاريته المغنية وهذه الصينية من عصر الانتقال من الفن الساساني إلى الإسلامي. وهي محفوظة في متحف الإرميتاج بالروسيا
وفي شكل (٨) صحن من الخزف من صناعة قاشان في القرن السادس الهجري (١٢ الميلادي) مرسوم بالألوان فوق الدهان، به صورة بهرام جور وقد أصاب الغزال فسمر حافره بأذنه بسهم واحد، وهو راكب على هجين ويرتدف جاريته المغنية ممسكة بالجنك، وقد تتبع الفنان في رسمه قصة بهرام جور والجارية كما نظمها الفردوسي في الشاهنامة وهي تنتهي بأن يغتاظ بهرام جور من إجابتها فيلقيها على الأرض ويطأها بالهجين إلى أن تموت ونرى في هذه الصورة أن الفنان لم ينس تصوير الجارية وهي على الأرض