السبت في القبة السوداء مع الأميرة الهندية، ويوم الأحد في القبة الصفراء مع الأميرة المغربية، ويوم الاثنين في القبة الفضية مع الأميرة التترية، ويوم الثلاثاء في القبة الحمراء مع الأميرة الصقلبية، ويوم الأربعاء في القبة الزرقاء مع الأميرة الخوارزمية، ويوم الخميس في القبة ذات لون الخشب الصندل مع الأميرة الصينية، ويوم الجمعة في القبة البيضاء مع الأميرة الرومية. وكان إذا ذهب إلى إحداهن لبس ثوباً من لون القبة إكراماً لها
وفي شكل (٥) يجلس بهرام جور في القبة الصفراء مع الأميرة المغربية. وهذه الصورة في مخطوط لنظامي محفوظ في متحف المتروبوليتان بنيويورك، كتب في هرات ومؤرخ سنة ٩٣١ هجرية وهي من تصوير محمود مذهب أحد الفنانين الذين انتقلوا من هرات بعد أن هاجمها الأتابك في سنة ٩٤٢ هجرية وهاجر إلى بخارى عاصمة الأسرة الشيبانية في ذلك الوقت
يقول الشاعر نظامي الكنجوي إنه كان لبهرام جور جارية من التركستان الصينية، جميلة كالبدر، اسمها (فتنة) بها ألف نوع من المغريات، لها وجه صبوح كالربيع المبكر في جنات عدن. أو هي - على حد قول الشاعر نظامي - قطعة من حلوى العسل مدهونة بالزيت، أو صحن من الفالوذج، أو كليهما معاً، فهي سمينة وحلوة. ولم تكن جميلة فقط، بل كانت تجيد الغناء والعزف على الجنك والرقص. وقد اعتاد بهرام جور أن يصطحب جاريته فتنة كلما خرج للصيد. وفي ذات يوم خرجا معاً فقابلا قطيعاً من الغزلان، فأصاب منها عدداً كبيراً. كل ذلك والجارية تحتال بكل ما أوتيت من أنواع الإغراء والدلال أن تكبح نفسها من أن تعطيه ما يستحق من الإطراء والمديح. صبر الملك برهة إلى أن مر غزال عن بعد، فالتفت إليها وقال لها ألا أيتها التترية ذات العينين الضيقتين، لم لا تفتحين عينيك لتري ما أصيد؛ هاهو ذا غزال آت فأخبريني أي جزء من جسمه أصيب؟ فالتفتت إليه الجارية بشفتيها الجميلتين في حركة طبيعية - وقد كانت امرأة بكل معاني الكلمة - وقالت: اعمل عملاً يشرفك: سمّر حافر هذا الغزال في أذنه بسهم واحد وقد فعل بهرام جور ذلك، فأخذ حصاة وأطلقها على أذن الغزال فرفع المسكين حافره ليحك أذنه، وفي ذات اللحظة أطلق الملك سهماً سمر به الحافر والأذن إلى رأس الغزال، فسقط هذا على الأرض. والتفت الملك إلى الفتاة التترية وقال: لقد نجحت فماذا ترين في ذلك؟ فقالت: لقد اعتاد الملك عمل