أحياء القاهرة، وكل هذه الأماكن لا تضم أفراداً من العراق والشام فحسب، بل فيها طلبة من السودان وشمال أفريقيا والعراق والشام والهند والأتراك وداغستان والصين وغير ذلك من الأمم الشرقية؛ وقد رتبت لهم المكافآت المالية الكثيرة
الملاحظة الثانية: أنه قال (في مناحيَ) ونطقها بثبوت الياء مفتوحة في حالة الجر ونص على هذا قائلاً إنه هو الصحيح. وإني مع احترامي لرأي الدكتور أرجو أن يدلني على وجه الصحة في هذا، لأن المسموع في أفصح كلم وأبلغه وهو القرآن عدم ذكر الياء مفتوحة في مثل هذه الكلمة، قال الله تعالى:(والفجر وليالٍ عشر). (ومن فوقهم غواشٍ). وأما ما ذكره الدكتور فهو خاص بحالة النصب
وقد أجمع النحويون على معاملة مثل هذا الجمع معاملة قاض. هذا ما أعرفه؛ وللأستاذ مني أصدق التحية
(القاهرة)
عبد المنعم سليمان مسلم
بين أغسطين والغزالي
ذكر العلامة المحقق الدكتور جواد على، وجه الشبه بين اعترافات القديس (أوغسطين) وبين اعترافات الغزالي في كتابه (المنقذ من الظلال)، وقد حار في تعليل هذا التشابه. وقد حملتني بعض الغرائب في أخلاق المتصوفة على دراسة هذا الموضوع من الناحية الطبيعية السيكولوجية زهاء سبعة عشر عاماً، رجعت في خلالها إلى شتى المصادر العلمية، وخرجت من بحثي بأن التصوف ضرب من الانحراف الذهني يحدث ما يشبه الضغط في بعض مراكز الفكر، وهذا ما يعلل ما يتسم به المتصوفة في كل عصر ومن كل جنس ومن كل دين من الاتفاق في الأفكار الأساسية التي يجمع عليها المتصوفون
وقد عثرتُ أثناء دراستي الطويلة على أمثلة رائعة لهذا التشابه بين متصوفين يفصلهم عن بعض الزمن والثقافة والجنسية والديانة؛ فالحلاج يفكر في مسألة الحلول نفس تفكير القديسة تريزا، ولا يخرج تفكير ابن العربي وابن الفارض في الحب الإلهي عن تفكير سويدنبرج السويدي. وقد كان البسطامي في حدبه على النمل كثير الشبه بالقديس فرنسيس الأسيسي