وبعد فهل قرأتم في العدد الممتاز مقال الأستاذ الشيخ محمود شلتوت عن (شخصيات الرسول)
أقرءوا ذلك المقال مرة ثانية لتذكروا أنه متسم بالروح الذي كتبنا به مقالاً في أحد الأعداد الممتازة من الرسالة عن (النواحي الإنسانية في الرسول) وهو مقال سبّب لنا متاعب كثيرة وأستوجب أن تنوشنا المجلات الدينية في مدى يزيد على عامين بلا ترفق ولا استبقاء، مع أننا لم نقل غير الحق
واليوم يستطيع خصومنا أن يوجهوا خصومتهم إلى فضيلة الشيخ شلتوت إن أرادوا، فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا فمن حقنا أن نرجوهم هم أن يتريثوا في الحكم على ضمائر الرجال قبل أن يسوقوا التهم الجوارح بلا بينة ولا برهان
هدانا الله وإياهم إلى ما يحبه ويرضاه
زكي مبارك
حول محاضرة الدكتور زكي مبارك
كنت من اشد الناس إعجاباً بهذه المحاضرة القيمة التي ألقاها الدكتور في دار اتحاد الشباب المسلمين بالقاهرة لأنها كانت تعالج موضوعاً خطيراً هو (اتجاهات مصر الأدبية وأثرها الضار أو النافع في مركز مصر في الشرق) إلا أن لي عليها ملاحظتين:
الأولى: أنه حينما ذكر أن مصر في سبيل تعزيز اللغة العربية، وتقوية العلاقات بينها وبين الأمم الشرقية، قد أنشأت قسماً داخلياً في مدرسة دار العلوم لإيواء طلبة الأمم الشرقية فسهَّلت لهم سبيل الثقافة والمعرفة، وهذا عمل مشكور لوزارة المعارف المصرية؛ ولكن أليس من الحق أن نقول أيضاً إن الجامعة الأزهرية قد أسهمت في هذا الموضوع وكان لها فيه القدح المعلي، وأكبر دليل على ذلك أنه لما فكر المرحوم الملك فؤاد الأول في إنشاء أبنية فخمة تضم كليات الجامعة الأزهرية، رأت إدارة الجامعة الأزهرية أن تجعل من بعض هذه العمارات مساكن لطلبة الأمم الشرقية موفورا فيها كل أسباب الراحة؛ وقد جعلت في كل قسم مكتبة علمية لتزويدهم بمختلف الثقافات والمعارف. هذا ما عدا ما في الجامع الأزهر، وما في العمارات الأخرى التي استأجرتها إدارة الجامعة الأزهرية، وهي في أفخم