مظاهرها وأسمى حلاها؛ عرفت فيكم ذلك الأستاذ المثقف الذي لم تغره زخارف المدنية الأوربية ووقف عند كل (أثر) إسلامي يناجيه بروح رفاقه وقلب متوثب وعزيمة وقادة. أين موقفك عند مواطن (بغداد) و (الموصل) و (دمشق) و (طرسوس) وحتى (البحر الأبيض) جعلته مثاراً لذكرى الفاتحين المسلمين الأولين. ثم أين موقفك (عند قبر صلاح الدين) وأين كلماتك التي نفثها يراعك الأكرم ثم ختمت مناجاتك وأمانيك عند البيت الحرام والقبة الخضراء الشريفة. فيا لله من مواقف عظام وذكريات فيها الذكر والعبر كما حدثت
وبهذه المناسبة أتقدم إليكم لأستفسر منكم عن موقف من مواقف المتجادلين في هذا العصر، فبينا أخط هذا إذ وردت مجلة الرسالة (الغراء) وفيها فتوى (في مذاهب الصوفية) نقلها كاتب عن (الطرطوسي) وسجل فيها ما سجل من خزعبلات المتصوفة لا الصوفيين بحق؟ على أن هذا لا يعتبر شاهداً على صوفية أو متصوفة هذا الزمن. ومن مواقفك الحسان في كتاب (رحلات) أنك تركت إخوان (الخيام) لتزور ذلك الصوفي الذي لقيت في سبيل زيارته ما لقيت. على أني وإن لم أكن صوفياً بمعنى الكلمة أكره التجني وأعلم أن هناك أناساً مخلصين يذكرون الله جهراً في حلقات، ثم يتدارسون العلم على يد فقيه عالم فيلقون إليه قيادهم فيبصرهم بأمور دنياهم، ولم يكن هناك نقر على (الدفوف) ولا (جبي ضرائب) ولا (هيولة) معظمة ولا ولا الخ إنما يريدون اخوة في الله، والله لا يرضى عنهم إلا إن كانوا مجدين في عمل الدنيا، وما عليهم إلا (الاستغفار والصلوات على النبي صلوات الله عليه وتكرار اللفظ الأكرم (لا أله ألا الله) ويقولون لسنا إلا على الشرع. أرجو بيان هذا الموضوع ببيانك المعهود على صفحات الرسالة الغراء
إبراهيم السعيد محمد عجلان
الإسلام دين ومدنية
في العدد الممتاز وقع خطأ في عنوان مقالي فصار (الإسلام دينٌ لا دولة) والصواب (الإسلام دين ومدنية) كما ورد في الفهرس وكما ورد في الأصل قبل أن يصاب بذلك التحريف. وإنما اهتمت بتصحيح العنوان لأنه حين حُرف دلّ على معنىّ لا أرضاه للإسلام على الإطلاق، وإن ارتضاه بعض الباحثين