للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مركزهن هذه العادة غير لائقة بهن، إذ أن رائحة أنواع التبغ الجيد المستعمل في مصر لطيفة جداً. ويلاحظ عادة أن شبك النساء أرشق من شبك الرجال وأكثر زخرفة. ويكون مبسم الشبك أحياناً من المرجان بدلاً من الكهرمان. ويستعمل النساء العطور مثل المسك وقط الزباد الخ وكذلك الأدهان بكثرة. ويستعملن بضعة عقاقير تؤكل أو تشرب للحصول على بدانة ملائمة وبعض هذه المسمنات تثير الاشمئزاز إلى أقصى حد، لأنها تتكون خاصة من الخنافس المسحوقة. وقد تعود كثير من النساء مضغ اللبان واللادن اللذين يطيبان النكهة، كما تعودن كثرة الوضوء ليكن طاهرات. ولا يبذل النساء وقتاً طويلاً في التبرج، وقلما يغيرن ملابسهن طول اليوم بعد أن يلبسن في الصباح. ويضفرن شعرهن في الحمام ولا يحللنه بعد ذلك عدة أيام

والاعتناء بالأطفال أول ما يهتم به السيدات المصريات، وعليهن أيضاً إدارة الشئون المنزلية؛ إلا أن الزوج وحده في أغلب الأسر يقوم بنفقات المنزل. ويمضي السيدات ساعات الفراغ غالباً في الأشغال بالإبرة، وعلى الأخص في تطريز المناديل والطرح بالحرير الملون والذهب على إطار يسمي (منسج) أنظر شكل ٤٩، وتكسب الكثيرات، حتى في منازل الأثرياء، من تطريز المناديل وغيرها بهذه الطريقة إذ يستخدمن (دلالة) تبيعها في السوق أو في حريم آخر. وكثيراً ما تشغل زيارة حريم لحريم آخر اليوم كله تقريباً. ولا تخرج تسلية النساء عن الأكل والتدخين واحتساء القهوة والأشربة والثرثرة وعرض زينتهن. ولا يسمح لرب الدار في مثل هذه الأحوال أن يدخل الحريم إلا لعمل خاص لابد منه. ويجب عليه في هذه الحالة أن يعلن قدومه، ويترك للزائرات الوقت الكافي للاحتجاب أو الانسحاب إلى غرفة أخرى. وينغمس النساء في المرح والبهجة لاطمئنانهن بالوحدة وعدم المفاجأة، ولميلهن بطبيعتهن إلى الجذل والتبسط. وقد تقوم إحدى السيدات أحياناً بتسلية الجماعة عندما ينضب الحديث العادي بسرد القصص العجيبة أو الفكاهية. وقلما يعلم السيدات المصريات الموسيقى أو الرقص، ولكنهن يتلذذن كثيراً بسماع محترفي الموسيقى والرقص ورؤيتهم. وكثيراً ما يسلين أنفسهن وضيفاتهن بالضرب على (الدرابكة) و (الطار) إذا لم يتيسر وجود العازفين. ويندر ذلك في المنازل التي يستطيع المارة أن يسمعوا منها أصداء الاحتفال. وكثيراً ما يستخدم القيان (العوالم) في أي مناسبة تبهج النساء

<<  <  ج:
ص:  >  >>