كميلاد طفل أو الاحتفال بختان أو عرس الخ. ولكن ذلك لا يحدث عند العائلات الجليلة في المناسبات العادية لاعتبارها إياه مخالفاً للآداب. وقلما يقبل في الحريم الغوازي اللاتي يعرضن رقصاتهن سافرات في الشوارع؛ ولكنهن يرقصن أمام المنزل أو في الفناء في مثل المناسبات السالفة الذكر، وإن كان هذا يبدو للكثيرين غير لائق. ولا يستأجر (الآلاتية) دون غيرهم لتسلية النساء، وإنما يستأجرون خاصة لتسلية الرجال ويعزفون دائماً في مجتمعاتهم، ويسمعون مع ذلك بوضوح داخل الحريم.
يركب نساء الطبقتين العليا والوسطى الحمير عندما يخرجن للزيارة أو لغيرها ويجلسن على براذع مرتفعة عريضة تغطى بسجادة صغيرة (أنظر شكل رقم ٥٠) ويسير في ركابهن رجل واحداً أو اثنان كل منهما في جانب. ويركب نساء الحريم جميعهن معاً الواحدة خلف الأخرى. ويظهرون وهن راكبات بالطريقة الموصوفة في هيئة غريبة جداً، فيبدون غير مطمئنات في جلستهن على هذا الارتفاع. ويطلق على الحمار الذي يجهز بالبرذعة المرتفعة:(الحمار العالي) ولكني أعتقد أن الحال ليست من الصعوبة بحيث تظهر، فإن الحمار قد شد حزامه جيداً ورسخت مشيته فهو يسير ببطء ورهو وحركة سهلة. ويركب سيدات الطبقات العليا كما يركب سيدات الطبقات الوسطى، الحمير المجهزة بهذه الطريقة. ويندر أن يرين فوق البغال أو الجياد. وتكرى الحمير على العموم؛ وإذا لم تستطيع السيدة الحصول على حمار عال تركب آخر مما يركبه الرجال بعد أن يوضع على البرذعة سجادة. وكثيراً ما يفعل ذلك نساء الطبقة الدنيا ونساء الطبقة الوسطى. ولا يمشي السيدات أبداً في الخارج إلا إذا قصدن مكاناً قريباً جداً؛ فيمشين ببطء وارتباك لصعوبة الاحتفاظ بالخف في أقدامهن، ويمسكن أطراف الحبرة الأمامية بالطريقة الموضحة في شكل ٢٧. ويتمتع النساء سواء ركبن أو مشين بالاحترام الزائد عند العامة؛ فلا يشخص إليهن حسن التربية وإنما يحول نظره إلى اتجاه آخر. ولا يرى النساء في الخارج ليلاً أبداً إلا إذا اضطرهن إلى ذلك ضرورة ملحة. والقاعدة العامة أن يعود النساء من الزيارة قبل غروب الشمس. ولا يذهب سيدات الطبقة الراقية إلى الحوانيت أبداً وإنما يرسلن في طلب ما يشأن. وهناك (دلالات) يدخلن الحريم لعرض أنواع الزينة وأمتعة النساء الخ. ولا يذهب أولئك السيدات إلى الحمام العمومي إلا إذا دعين لمرافقة بعض صديقاتهن إذ أن لأغلبهن