وليهيب بها للتهافت على ينابيع العلم ونشر التعليم فقال:
أليس الرضى بالعلم أكبر حطة ... أليس ذراع العلم أقدر دافع
خذ العلم إن العلم مال لمعدم ... ورِيٌّ لعطشان وقوت لجائع
وقال:
تشق حياة ما لها من مدرب ... وتشفى بلاد ليس فيها مدارس
ثم غنى لما وجد الرجعية تحدق بالحقائق فتشوهها وتمسخها، وتنأى بالعقائد عن هدفها السامي وغايتها المثلى، فقال حاثاً على التمسك بالحقائق دون الأوهام والتحرر من نير الخرافات والنزوع إلى التجدد ومماشاة روح العصر الذي لم يعد يأتلف وهذه الأوهام
يا قومنا لا نفع في أحلامكم ... فخذوا الحقائق وانبذوا الأحلاما
جهل الذين على قديم عولوا ... إن الزمان يغير الأحكاما
وقال:
أنضو القديم وبالجديد توشحوا ... حتام تختالون في الاطمار
وتملصوا من نير كل خرافة ... خرقاء تلقى الربن في الأفكار
وغنى حينما تبين المرأة ترزح تحت أعباء التقاليد البالية وينوء بها الحجاب، مدافعا عنها، زائدا عن حقوقها السلبية طالباً إنصافها فقال:
غصبوا النساء حقوقهن ... فلا تصان ولا تؤدي
وإذا النساء ردين في ... شعب فإن الشعب يردى
وقال:
طالما قد وقفت أدرأ عنهن الرزايا فيالها وقفلت ثم غنى. . . وغنى. . .
وما كان ليفت في عضد الزهاوي أو يثنيه عن عزمه طعن أو ثلب وإعانات أو إرهاق ورائدة نصرة الحق؛ وحسبه ذلك مسيغاً لغصة الجحود، ومخففا لوطأة النكران، وإن قوله:
هي الحقيقة أرضاها وإن غضبوا ... وأدعيها وإن صاحوا وإن جلبوا
أقولها غير هياب وإن حنقوا ... وإن أهانوا وإن سبوا وإن ثلبوا
لأقوى دليل وأنصع برهان على تفانيه في سبيل الحقيقة!
هذا هو الزهاوي وهذه بعض مآثره وألحانه. .