للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- كان الظن أن تعرف ما نعاني من الظلم في الفردوس

- وماذا نعاني يا حواء؟

- نعاني الخضوع للأوامر والنواهي، وتلك أول مرة أفهم فيها المراد من وصف الله بأنه صاحب العزة والجبروت

- وهل يظلمنا الله يا حواء؟

- انعدام المساواة من صور الإجحاف

- أتريدين أن نكون أشباها لما في الجنة من طير وحيوان؟

- وما المانع من ذلك؟

- المانع أننا ارتقينا؛ وللرقي تكاليف

- وما حظنا من الرقي المقيد بواجبات وفروض؟

- هو حظ عظيم، يا حواء

- وكيف؟

- لأنه يجعل لنا إرادة ذاتية

- ومعنى ذلك إنه يبيحني أن أصارعك فأصرعك؟

(وتصارع آدم وحواء فانصرعت حواء)

- لا تنزعجي من الهزيمة، أيتها الشقية!

- أحب أن أعرف ماذا تأكل حتى صرت أقوى مني

- طعامنا واحد، ولكن الروح مختلف

- يظهر أنك تأكل من شجرة التين

- قوتي الحقيقية ترجع إلي الانتهاء عن أكل شجرة التين، وطاعة الله هي أعظم سلاح يتسلح به الرجال

- والنساء؟

- الطاعة قوة ينتفع بها جميع الخلائق، حتى الشجر والنبات

- نحن إذا خلقنا للمتاعب، فالطاعة لا تتم إلا بجهاد عنيف

- الجهاد الصادق رزق نفيس، يا حواء، ولا يكون إلا بتوفيق، فهو يستحق الشكران

<<  <  ج:
ص:  >  >>