- أتريد أن أجاهد نفسي فأبتعد عن شجرة التين؟
- ليتك تفعلين!
- أسمع يا آدم، فعندي فتوى تنفعك
- أنت تفتين يا حواء؟!
- دع اللجاجة ثم اسمع. . . حدثتني الحية أن النهي عن شجرة التين نهي تنزيه لا نهي تحريم
- وإذن
- وإذن يجوز قرب الشجرة بلا تعرض لغضب الله، وإن تعرضنا للعتاب
- اسمعي يا حواء واعقلي. . . أنا لا أعرف الفرق بين نهى التنزيه ونهى التحريم. إنما أعرف أن الله نهى عن الشجرة، وأعرف أن الطاعة واجبة، وأنا أخشى عواقب العصيان
- قلت لك أن الحية حدثتني. . .
- أنت في نعيم يحتاج إلى حراسة، فاحترسي من الدسائس يا شقية!
- كل شئ جائز، إلا أن تكون في الجنة دسائس، فهذب كلامك يا آدم!
- الدسيسة لا تلاحق غير السعداء بالعيش الطيب والمواهب السامية. وستعرفين يا حواء صدق ما أقول إن استمعت كلام تلك الرقطاء
- قلت لك أن قرب الشجرة لن يعرضنا لغضب الله
- ولا يعرضنا للعتاب؟
- عواقب العتاب هينة، وهو في الأغلب يتوج بالأعتاب
- المهم في نظري أن نقف حيث وقفتنا الإرادة الربانية، بلا تخريج ولا تأويل، فكل خروج على الطاعة يترك في القلب حفرة، والحفرة قد تتحول إلى هاوية، وإذا تذوق المرء أو المرأة طعم الجموح فعلى الأخلاق العفاء
- أنا لا افهم معنى النهى عن شجرة التين، ولها ثمرة معسول
- من حق الله أن ينهى عن الطيبات
- لأي غرض؟
- ليختبر قدرتنا على ضبط النفس، فلا قيمة لترك الأشياء الكريهة، وإنما القيمة في ترك