يا مبدع العيون الكحيلة، والخدود الاسيلة، بك استغيث من سحر الفتون!
أنت سويتني بيديك من جسد وروح، وأنا بالروح أطيعك وبالجسد أعصيك، فهل ترى عدالتك أن الحسنات يذهبن السيئات؟
أن كنت ترى أن شجرة التين شجرة مسمومة فاصرف عنها حواء، فلم تعد لي طاقة على مقاومة حواء؛ ولطف صنعتك هو الذي جذبني إلى تلك الهوجاء.
وإن كنت ترى أن الهاوية تترقب من يعصيك فجرد حواء من سحرها الفتان لأملك من أمري ما لا أملك، لأستطيع الصبر عن ثغرها الرشوف، فأنت يا مولاي تعلم أني بها من الهائمين
أنا عبدك وحواء أمتك، فاقض في أمرنا بما تشاء، يا أحكم الحاكمين)
وانتظر أدم أن يغير الله ما بنفسه بعد هذا الدعاء الصادق، ولكن الأقدار سكتت عنه فظل مخلوقا من جسد وروح، أو من طين وماء
وفي لحطة من لحظات الضجر عزم على المعصية ليعرف مكانه من الوجود
في تلك اللحظة ظهرت حواء، فهتف:
- إلى شجرة التين، يا حواء!
- هل غيرت رأيك، يا آدم؟
- بعض الشيء!
- أنت إذن تحبني؟
- ومن أجل هذا الحب أتعرض لمكاره وخوب، فقلبي يحدثني بأننا مقبلون على بلاء!