(ومارسل موس) وغيرهم من الاجتماعيين لم يتمكنوا من التقدم خطوة واحدة في بحوثهم وتحقيق نتائجها دون الرجوع إلى بحوث الأثنحرافيين.
وإذا أنعمنا النظر يظهر لنا الفرق الحقيقي بين العلوم الاجتماعية من حيث فائدتها لعلم الاجتماع؛ فالأتنولوجيا هو الطريق المباشر الذي يسلكه الاجتماعي للبحث عن اصل كثير من الظواهر الاجتماعية والدينية والاقتصادية بل والمبادئ العلمية نفسها؛ لأننا لم نزل نشاهد في كثير من بقاع الأرض أمماً وقبائل تتبع في طريقة عيشتها وسائل بسيطة، وتتبع في التعبير عن تفكيرها وشعورها صوراً متناهية في البساطة إلى درجة يمكن اعتبارها إحدى صور الحياة والتفكير للأمم التي سكنت أوربا وغيرها في عصور ما قبل التاريخ. فهي صور خالية من التعقيد والتنوع اللذين تمتاز بهما حياة الأمم الراقية. وإن البحث عن أصل تلك الظواهر وكيفية نشأتها وطريقة تكوينها ثم العناية بترتيبها وتبويبها بطريقة علمية منظمة هو غاية الأثنولوجي؛ وبعمله هذا يكون ثروة علمية لا تفنى لدى العالم الاجتماعي.
وسنبحث في الكلمة القادمة عن أهمية البحوث الأثنولوجية بحوض النيل والعمل على تنظيم تلك البحوث وإدخالها ضمن التعليم العالي بمصر.