على الترتيب. . . كرة المريخ، المشتري، زحل، الكواكب الثابتة، ثم فلك المحيط، والتي تحتها على الترتيب. . . الزهرة وعطارد، والقمر، ثم كرة الهواء، ثم كرة الأرض التي هي المركز، وليست مجوفة ولكن متخلخلة.
والشكل الكري أفضل الأشكال كلها، وحركته تامة، وأفضل الحركات. والفلك المحيط ألطف الأجسام وأشدها روحانية وأشفها نوراً لقربه من الهيولي الأولى. والأرض أغلظ الأجسام كلها وأشدها ظلمة لبعدها عن الفلك المحيط. والقمر هو السماء الأولى وعطارد السماء الثانية وهكذا حتى تنتهي من السموات السبع التي آخرها زحل. أما فلك الكواكب الثابتة فهو الكرسي الذي وسع السموات والأرض، والفلك المحيط هو العرش العظيم الذي يحمله يومئذ ثمانية.
هل قالوا بالنشوء والارتقاء؟
ذهب بعض الباحثين إلى أن إخوان الصفا كانوا يقولون بنظرية النشوء والارتقاء. والواقع أنهم كانوا بعيدين كل البعد عن هذا، بيد أن لهم نظرية خاصة في تدرج الأجسام المولدة:(واعلم يا أخي بأن أول مرتبة الحيوان متصل بآخر مرتبة النبات، وآخر مرتبة الحيوان متصل بأول مرتبة الإنسان، كما أن أول مرتبة المعدنية متصل بالتراب والماء. فأدون الحيوان وأنقصه هو الذي ليس له إلا حاسة واحدة فقط كالحلزون والديدان التي تتكون في الطين وقعر النهر. . .
فهذا النوع حيوان نباتي لأن جسمه ينبت كما ينبت بعض النبات، ويقوم على ساقه. ولما كان جسمه يتحرك حركة اختيارية كان حيوانا. (أما رتبة الحيوانية مما يلي رتبة الإنسان فليست من وجه واحد، ولكن من عدة وجوه، فمنها ما قارب رتبة الإنسان بصورة جسده كالقرد، ومنها ما قاربها بالأخلاق النفسانية كالفرس في كثير من أخلاقه، ومنها كالطائر الإنساني أيضاً، ومثل الفيل في ذكائه، وكالببغاء والهزار ونحوهما، ومنها النحل اللطيف الصنائع. . . إلى ما شاكل هذه الأجناس. فهذه الحيوانات في آخر مرتبة الحيوان مما يلي رتبة الإنسان لما يظهر فيها من الفضائل الإنسانية)
ولاشك أن هذه النظرية بعيدة كل البعد عن مذهب النشوء والارتقاء الحديث، إذ جعلوا الفيل والنحل والطائر قريبة الشبه بالإنسان وفي أعلى مراتب الحيوان. ولعلنا إذا أخذنا