مماثلة. والشائع أن يعبر المهدى إليه في مثل هذا الحفل عن رجائه استطاعة رد الهدية في مناسبة مشابهة، ويعتبر هذا الشكر المصحوب بالإشارة إلى وفاء دين الهدية أدباً وتلطفاً في هذا البلد وإن كان الأوربي الكريم يراه إهانة له. وتلف الهدية في منديل مطرز يعاد إلى الرسول مع منحة مالية صغيرة. ومن الهدايا الشائعة الفاكهة تقدم على أوراق الشجر، والحلوى في طبق أو على صينية تغطى بمنديل ثمين أو بمفرش. وكثيراً ما تقدم الهدية إلى العظيم لأجل الحصول على هدية أثمن، ويفعل هذا غالبا الخادم. وقلما يرفض السيد الهدية، ولكنه يدفع في الحال نقوداً تفوق قيمتها. وليست عادة منح الخدم منحة بعد الزيارة شائعة الآن كما كانت منذ بضع سنوات. إلا أنه لا يزال أغلب الناس يراعون ذلك في الزيارات الكبيرة وعلى الأخص في العيدين، كما يراعى ذلك المدعوون إلى الحفلات الخاصة، وسنصف عادات أخرى مثل العادات الأولى يراعيها المصريون في هذه الحفلات في الفصل السابع والعشرين ويعتبر رفض الهدية إهانة لمقدمها، وتعبيراً عن زوال الحظوة.
وهناك عادات كثيرة يراعيها المصريون، لا في الزيارات الكبيرة، أو في حضرة الغرباء، أو عند مقابلة الأصدقاء العارضة فحسب، بل في العلاقات العادية، فعندما يعطس الرجل يقول: الحمد لله، فيقول كل من الحاضرين حينئذ ما عدا الخدم: يرحمكم الله، فيرد عليهم: يهدينا ويهديكم الله، أو بعبارة مماثلة. وإذا تثاءب يضع ظهر يسراه على فمه، ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ولا يقال له شيء في هذه الحالة، لأن تجنب ذلك أجدر، إذ المعتقد أن الشيطان يقفز إلى فم المتثائب. والعادة أن يستغفر الله من يخالف قواعد الآداب بدلا من الاعتذار للحاضرين. وهناك عدة عبارات تقال بعد الحلاقة أو الاستحمام أو الوضوء أو الصلاة، أو أي فعل يستحق الثواب، أو عند القيام من النوم أو عندما تشترى ملابس جديدة أو تلبس، وفي عدة مناسبات أخرى، ولتلك العبارات أجوبة خاصة.
والقاعدة أن يكرم المسلمون يمناهم يداً وقدماً، فيستعملون اليد اليمنى للأغراض الجليلة واليسرى للأعمال التي تعتبر على رغم ضرورتها حقيرة، ويلبسون الحذاء الأيمن ويخلعونه قبل الأيسر، ويخطون عتبة الباب بالقدم اليمنى قبل اليسرى.
ويجامل المصريون بعضهم بعضاً إلى أقصى حد. ولتحيتهم وسلوكهم العام رقة ووقار خاصان ومهارة سلسلة تبدو أنها في طبيعتهم لملاحظتها في الفلاحين أيضاً. ويتفاخر أهل