لئن كان الفرنجة يدرسون اللاتينية واليونانية كوسيلة لدراسة لغاتهم، فنحن يجب علينا أن ندرس اللغات السامية أولاً ثم اللاتينية واليونانية ثانيا لدراسة لغتنا العربية التي نتعشقها ونفنى أعمارنا في خدمتها.
السيد يعقوب بكر
حول مقال الأستاذ المازني
يقول الأستاذ في مقاله تحت عنوان (بطولة محمد) في العدد (٤٤٩) الهجري ما نصه:
(فما كان صلى الله عليه وسلم يعنى بالاشتراك في القتال بسيف أو رمح، وكان يشهد المعارك ويصحب رجاله، ولكنه لا ينزل إلى الحومة بنفسه، ولا يخوض المعمعة مع أنصاره، وإن كان يوجههم)
وهذا يخالف الواقع والتاريخ؛ فقد ثبت إنه كر على الأعداء في بعض الغزوات كراً عنيفاً قائلاً متحمساً:(أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) وثبت أنه كسرت رباعيته وجرح حتى سال منه الدم، فجعل يمسح الدم ويقول:(كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم)؟ وفي تفسير الكشاف الجزء الأول ص (٢١٤) في ذكر غزوة أُحد ما نصه: (وكان نزوله في عدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أُحد، وأمر عبد الله ابن جبير على الرماة وقال لهم: انضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من ورائنا)
وفي الجزء الأول من السيرة الحلبية ص (٥٥٠، ٥٥١) في غزوة بدر أنه صلى الله عليه وسلم أخذ ثلاث حصيات فرمى بهن في وجوه المشركين يمنة ويسرة، وحين رمى بذلك قال لأصحابه شدوا، فكانت الهزيمة. وأنزل الله تعالى:(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بنفسه قتالاً شديداً)
هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة أن رسول الله خاض المعمعة بنفسه وقاتل بسيفه.