للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شهر تقسم على ثماني قرى لا تدع فيها أمياً واحداً قبل انقضاء الدورة. ولا اعتقد أنك تؤدي إلى أمتك في طول نيابتك عملاً ارفع ولا انفع من هذا العمل. أنك تعلم أن في مركزين من مراكز الغربية ثلاث عيلات تملك سبعة وعشرين ألف فدان، وتشغل سبعة كراسي في البرلمان، تكافأ على شغلها بأربعين ألف جنيه في العام؛ فقدر في نفسك يا بك ماذا يجدي على دوائرهم الفقيرة هذا المبلغ وهو لا يقدم في ثرواتهم العريضة ولا يؤخر

- ولكنك تطلب ما لا يطلبه أحد في أمة من الأمم

- وهل تجد في أمة من الأمم فقراء في مثل فقرنا يعطون، وأغنياء في مثل غناكم يأخذون؟ أن النيابة عندهم بذل وتكليف، ولكنها عندنا ربح وتشريف. وإن أكثركم ليسخو بالآلاف في سبيل الدعاية لها والظفر بها؛ فهل يضيركم أن تنزلوا لنا عن هذه العشرات فتحفظوا مهجا من التلف وعقولاً من الجهالة؟

- كلامك يا شيخ منصور سديد ورأيك أسد. وإني أعدك إلا أعارض إذا قبل الآخرون

- أي آخرين تريد يا بك؟ ولم لا تسن أنت هذه السنة الحسنة فيكون لك اجرها واجر من عمل بها إلى يوم يحل المجلس؟

- يحل المجلس؟ قل إلى يوم تنتهي الدورة يا شيخ؟ فأل الله ولا فألك! لقد شغلتنا بثرثرتك عن تحية الناس. ثم أشاح البك عن الشيخ وأقبل على المهنئين يوزع عليهم تحياته الشريفة! فلما أعدناها على ترتيبه خرجت لحسن حظ الأدب منظومة في هذا البيت:

أهلاً وسهلاً، طيبونَ، وحشِتنا ... سَلماتِ، إزَّيّك، وكيف الحال؟

(المنصورة)

أحمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>