فمات. فأنفذ الحرشي رأسه إلى المهدي فوصل إليه وهو بحلب سنة ثلاث وستين ومائة في غزواته
وقد كانت هذه الرواية وغيرها معروفة على الأرجح في القرن الثامن عشر عند أكثر الأدباء الغربيين فاستهوت أفئدتهم وأثارت أخيلتهم لغرابتها وطرافتها، ولانتحار المقنع هذا الانتحار المروع، فاتخذها بعض الأدباء والشعراء موضوعا لقصصهم وأشعارهم. ولعل أشهر من تناولها بشيء من الاحتفال والعناية في القرن التاسع عشر هو الشاعر الإنكليزي المشهور توماس مور (١٧٧٩ - ١٨٥٢) وهو صديق الشاعر الكبير لورد بيرون وكاتب ترجمة حياته ورسائله. وقد افرد لقصة المقنع الجزء الأول من قصيدته الكبرى فأثنى النقاد على هذه القصيدة ثناء عظيما لدقة وصف الشاعر للبلاد الشرقية وروحها؛ ولكن هازلت الناقد المعروف أنكر شاعريتها ورأى فيها من آثار الصنعة أشياء كثيرة تفوق ما انطوت عليه القصيدة من روح شعرية صافية