المصرية القديمة. ونشاهد أيضاً أن كثيراً من معالم تلك المدنيات لم تزل باقية على حالتها الأولى برغم ما طرأ عليها من عناصر مدنيات أجنبية مختلفة
وإذا عنينا بدراسة تلك المدنيات وأسرعنا في جمع معالمها وتحديد أوضاعها مناطقها تهيأت فرصة طيبة لعلم الاجتماع وعلم تاريخ الأديان والجغرافيا البشرية واللغات وغيرها من العلوم الاجتماعية الأخرى للاستفادة والاستزادة من الأدلة والبراهين في توضيح نظرياتها وتنميتها
تلك هي الفائدة العامة المرجوة من البحوث الأتنولوجية بحوض النيل؛ أما فائدتها لمصر والسودان فإنه يكون من السهل استخلاص العناصر الرئيسية لمدنية كل منهما مع معرفة اتصال تلك المدنيات ببعضها وأثر المدنيات الأخرى فيها، فضلاً عما يكون لتلك البحوث من أثر واضح في توجيه المصلحين الاجتماعيين والدينيين وغيرهم نحو الغاية المنشودة في جهادهم ونضالهم لرفع مستوى الشعب المادي والأدبي. وإذا تعينت أوضاع كل مدنية وحدودها بحوض النيل سهل على أبناء هذا الوادي أن يؤمنوا بحقيقة قوميتهم