واصطلاحات لا يعرفها إلا الأتباع المخلصون. على أن هناك طائفة ممن اشتهروا بالعلم والفلسفة قد تأثروا بهم ومنهم: أبو حيان التوحيدي، وقد عرفنا أنه كان الصلة بين جماعة البصرة وجماعة بغداد، وقد اتهم بالزندقة من أجل ذلك، حتى جاء في طبقات الشافعية ما يأتي:(زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري)، ومنهم يحيى بن عدي المترجم المشهور والذي كان أحد أعضاء فرقة بغداد، وقد نشرت له مجلة اللغات السامية الأمريكية كتاباً في تهذيب الأخلاق تشبه تعاليمه ما عند أخوان الصفا في كثير من الموضوعات: ومنهم كذلك جماعة بغداد ورئيسهم السجستاني أبو سليمان وقد رأينا كيف أن أبا حيان قد اخذ رسائل إخوان الصفا وعرضها عليه؛ وعرفنا ما قاله أبو العلاء المعري فيهم عند مغادرته بغداد وكيف سماهم إخوان الصفا
نعم أن الغزالي يعرض بفلسفة أخوان الصفا، ويعدها فلسفة العامة من الناس، بيد أنه لا يتحرج من الاقتباس منها، وهو مدين لفلسفتهم بأكثر مما يعترف