للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المقوى والجلد

وتتكون (الكراسة) من خمس ورقات مزدوجة كل منها في الأخرى، وترتب الأوراق ملازم صغيرة دون أن تخاط فيستطيع أكثر من قارئ استعمال الكتاب معاً، فيتناول كل كراساً، وتوضع الكتب مسطوحة الواحد فوق الاخر، ويكتب عنوان الكتاب على واجهة الغلاف الخارجي أو طرف الأوراق، وورق الكتب غليظ لامع، ويستورد غالباً من البندقية ويلمع في مصر. والحبر كثيف لزج، ويستعمل القلم للكتابة وهو أكثر ملاءمة للخط العربي. وعندما يكتب العربي يضع الورق فوق ركبته أو على راحته اليسرى، أو على (مسندة) تتكون من بعض أوراق قد يزيد عددها عن دستجة وتشد معاً عند الأطراف الأربعة فتكون كالكتاب الرقيق، ويجعل الكاتب الحبر والأقلام في (الدواية) المذكورة في الفصل الأول من هذا الكتاب، ويوضع معهما المقشط والمقطة: وهي آلة من العاج يوضع عليها القلم ليقط. ويسطر الكاتب الورق بالمسطرة: وهي قطعة من الورق المقوى يشد عليه بعرض الورق خيوط ملصقة بالغراء، فيجعل المسطرة تحت الورقة ويضغط على كل خيط بخفة، وتتضمن عدة الكاتب مقصاً لقطع الورق، إذ لا يليق أن يكون أطراف الورق ممزقة. ويعيش الكثيرون في القاهرة على نسخ المخطوطات ويبلغ اجر نسخ الكراسة وهي عشرون صفحة في كل صفحة خمسة وعشرون سطرا بالخط العادي، ثلاثة قروش، ويزيد المبلغ إذا حسن الخط ويتضاعف إذا شكل الكلام

ويتلقى الذين يعدون أنفسهم لوظيفة دينية أو علمية دروسهم في الأزهر، ويعلمون قبل ذلك القراءة والكتابة وتلاوة القرآن أحياناً. والأزهر - جامعة الشرق عامة - بنيان واسع الأرجاء، يحيط بفناء مربع فسيح. ويوجد على أحد جوانب الفناء من جهة القبلة مكان الصلاة الرئيسي: وهو رواق فسيح، وعلى كل جانب من الجوانب الثلاثة الأخرى أروقة صغيرة مقسمة إلى عدة أقسام يخصص الواحد منها للطلبة بلد معين أو مديرية خاصة من مديريات مصر. ويقع الأزهر في قلب القاهرة، وعمارته لا تستحق الاعتبار، وإحاطته بالمنازل تخفي خارجه إلا قليلاً. ويسمى من يتلقى العلم في الأزهر (مجاورا)، ولكل رواق مكتبة لاستعمال الطلبة، ويتعلم الطلبة من الدروس التي يلقيها المدرسون ومن محتويات الكتب الموجودة بمكاتب الأروقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>