للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويتكون برنامج الدراسة من علم الصرف والنحو والمعاني والبيان والعروض والمنطق والتوحيد والتفسير والحديث والفقه والحساب في حدود المسائل الشرعية. وهناك دروس في الجبر والمقابلة والميقات. ويجلس الشيخ على الأرض عند اسفل عمود من الأعمدة، ويتحلق حوله الطلبة. ويقرأ طلبة المذاهب المختلفة كتباً مختلفة. وأغلب الطلبة قاهريون، وهم لذلك شافعيون، وشيخ الأزهر شافعي دائماً. ولا يدافع الطلبة للدراسة في الأزهر أجراً إذ أن أغلبهم فقراء. ويتناول أغلب الأجانب الذين لهم أروقة خاصة راتباً من الطعام يومياً يصرف لهم من إيراد العقارات الموقوفة عليهم. والعادة أن يتناول طلبة القاهرة وما جاورها مثل هذا الرتب إلا انهم لا يتمتعون بذلك طويلاً، خلا شهر رمضان، لأن (محمد علي) استولى على جميع الأراضي الزراعية الموقوفة على المساجد ففقد الأزهر أكبر جزء مما وقف عليه. ولا تنفق الحكومة شيئا غير مصاريف الصيانة اللازمة وأجور المستخدمين الرئيسيين. ولا يتناول المدرسون أجراً. وليس لهم وسيلة منظمة لكسب معيشتهم غير التدريس في المنازل ونسخ الكتب الخ. . . إلا إذا ورثوا ملكاً أو كان لهم أقارب يعولونهم. وقد يتناول المدرس هدية من الأغنياء. ويستطيع أي طالب كفء أن يصبح مدرساً بإجازة شيخ الجامع. ويتبع الطلبة غالباً طريقة المدرسين لكسب معاشهم، أو يتلون القرآن في المنازل أو على القبور أو في مكان آخر. وعندما يتقدم الطلبة في دروسهم التقدم الكافي يدخل بعضهم في القضاء أو الإفتاء أو إمامة المساجد أو التدريس في قراهم أو مدنهم أو في القاهرة. ويحترف البعض الآخر التجارة، وقد يستمر بعضهم طول حياته يتلقى العلم مبتغياً الوصول إلى صاف كبار العلماء. وقد نقص عدد هؤلاء الطلبة الذين لا رواق لهم كثيراً منذ الاستيلاء على الأراضي الموقوفة على الأزهر. ويبلغ عدد طلبة الأزهر ما خلا العميان حوالي ألف وخمسمائة كما اخبرني أحد المدرسين.

(يتبع)

عدلي طاهر نور

<<  <  ج:
ص:  >  >>