للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأستاذ الدكتور على ذلك بالبيتين الآتيين:

كم بلدة فارقتها ومعاشر ... يذرون من أسف علىَّ دموعا

وإذا أضاعتني الخطوب فلن أرى ... لوداد (إخوان الصفاء) مضيعا

لورود (إخوان الصفاء) فيهما.

وقد كتب الأستاذ سليم الجندي عضو المجمع العلمي العربي بدمشق مقالاً في مجلة المجمع المذكور: (العدد الثامن، المجلد السادس عشر، ٩٤١) بين فيه التناقض الذي وقع فيه الدكتور فيما ذهب إليه، ونفى أن يكون أبو العلاء قد اجتمع بإخوان الصفاء مستدلاً بأمرين:

الأول: أن وقوع كلمة (إخوان الصفاء) في هذين البيتين لا يدل دلالة واضحة على اجتماع أبي العلاء بهم، فقد وردت في شعر كثير من الشعراء الجاهليين والإسلاميين والعباسيين: كالخنساء وأبي حبال البراء بن ربعي الفقعسي، ويسار بن إسماعيل، وعبد السلام بن رغبان، وابن الرومي، وصريع الفواني، وابن المقفع (في كلية ودمنة، باب الحمامة المطوقة)؛ وبدهي أن هؤلاء جميعاً لم يقصدوا بإخوان الصفاء (الجمعية المعروفة)، وإنما أرادوا إخوان المودة الصافية الخالصة

والأمر الثاني: أن معرفة سبب قول هذين البيتين تنفي ما ذهب إليه الدكتور؛ فقد روي ياقوت في معجم لأدباء (ج١ ص١٧٥) عن أبي الوليد الدربندي قال: أنشدني أبو العلاء التنوخي في داره عند وداعي إياه (وذكر الأبيات. . .)

هذا، وفي المقال أشياء آخر ذات شان يحسن الرجوع إليها

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

في الكتب لا في الصدور

نعم كل شئ في الكتب؛ من يغض في أعماق تلك البحار يجد العب العجاب، ويعثر بالفريد المستطاب، وإن تراثنا العربي لا يمكن أن نهضمه في أعوام ولا قرون، ولا نسيغه بكلمة أو مقال: أنه تراث غني ولكنه مدفون

وما كان الأستاذ الجليل (شلتوت) وهو يتحدث عن (شخصيات الرسول) يجهل أن الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>