تحدث به مدفون في بطون الحواشي والمتون، وما كان يجهل أن العلماء أقاموا من أجله العراك والخصام. كان يعلم ذلك، ويعلم أيضاً أن الناس معنيون بالظاهر، واقفون عند القريب، قانعون بالميسور، فأراد أن يضع أيديهم على الداء والدواء ويلفت أعينهم إلى ما خلف الستار والحجاب
وكيف يجهل الأستاذ ذلك وهو أحد مؤلفي كتاب (مقارنة المذاهب)، وهو بحث طريف، وإن كنت أعتب عليه أن يحصر مثل هذا النوع من التفكير بين جدران الكليات، ولا يذاع ليعرف الناس، وليقول المنصفون!
ولقد قال الأستاذ شلتوت في حديث لي معه: أن صح أن ديننا الحنيف يحتاج إلى شيء فهو حسن العرض والإعلان لنلفت إليه أنظار المفتونين بزخرف الأوربيين، فيروا ما فيه من خبايا ودفائن، وميزات وحسنات. ثم قال: أنريد من الناس أن يلتمسوا الدين من حواشي ابن عابدين، وحواشي القليوبي والأسنوي والمحلي؟ الخ
وقد يكون هذا هو الحافز لأستاذنا الجليل إلى أن يلفت لهذه الناحية الأنظار، وخاصة أنظار الذين عموا وضلوا وحسبوا ديننا الكريم عصبية عمياء، فذهبوا ينالون أحرار الفكر بالإيذاء
السيد جمعة
إيجبت
قرأت في جريدة الأهرام كلمة للأستاذ محمد حسني عبد الله تحت عنوان:(لفظة (إيجبت) ولم سميت بها مصر) ذكر فيها أسطورة يونانية، ثم طلب ممن يعلم شيئاً في هذا الموضوع أن يذكره. والى القارئ خلاصة ما وقفت عليه في مطالعاتي:
أطلق اليونان لفظة اجيبتوس على مصر ولا نعرف تمام تاريخ هذه التسمية، إلا أن مصر لم تكن تسمى دائماً أجيبتوس وإنما عرفت قديما بأسماء مختلفة أهمها: كيمي أو كاميت أو خمي بمعنى الأرض السوداء أي الخصبة؛ ومن هذا الاسم اشتقت لفظة كيمياء؛ وذلك هو الاسم الشائع. وسميت أيضاً نهى بفتح النون أو ضمها وأي بلد الجميز؛ وتوميرا - أي الأرض المغمورة، لفيضان النيل عليها. وأطلق عليها الساميون: عبرانيون وفينيقيون وعرب، لفظة مصر، ولعل أصل هذه التسمية جاء من أن معنى مصر في لغاتهم: البلد