- لن أسكت قبل أن أزلزل قلبك جزاءً بما احتكرت من دعوى الفضيلة والشرف والنبل؛ كأن سلوكي معك رذيلةٌ وضعةٌ وإسفاف. أنت تصور نفسك دائماً بصورة المظلوم وتنسى أنك في أغلب أحوالك من الظالمين
- ومتى ظلمتك، يا حواء؟
- حين تناسيت فضلي عليك، فأنا أضرم أهواءك لتشعر بعنفوان الرجولة الحق، وستموت حسياً ومعنوياً يوم أعجز عن إغوائك. فيوم ذاك تعرف يا جاهل أن طيش حواء ليس بالمغنم القليل
- كفى. كفى!
- لا، لا، لن أتركك أو تعترف بفضلي عليك
- أمن الفضل أن تزيني المعصية؟
- ما زينت لك شيئاً غير جميل
- وشجرة التين؟
- ما تهمني شجرة التين بالذات فسأحاول هدايتك إن امتنعت عن شجرة الجميز، لأملك نقل قلبك من مكان إلى مكان، ولأطمئن إلى أنك بعافية تجعلك في طليعة الفحول، فما ينجو من كيد المرأة إلا العنين أو المجبوب
- أنت يا حواء شقية!
- وأنت يا آدم جهول!
ومرت لحظات صمت فيها آدم صمت الأموات، ثم ثاب إلى صحوه فأيقن أن نجاته من كيد حواء أمل عزيز المنال. . . ولكنه جمع قواه ليصدها عن الغواية بأسلوب لم يفكر فيه من قبل. فهل يصل إلى ما يريد؟