للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أريد أن أقول: إن الله يكره لعباده أن يلوذوا بالصمت والجمود

- ومعنى هذا أنه يجب أن نتكلم ونتحرك في كل وقت؟

- إذا أشار العقل

- وما العقل؟

- أن تسكتي إلى الأبد الأبيد!

- أتريد أن تتمتع بنعمة الكلام وحدك؟

- لأنني أشقى بنعمة العقل وحدي، ولأن الله لن يسأل غير (آدم) عن نزق (حواء)

- وما رأيك في شجرة التين؟

- المرأة حين تولع بشيء لا تنفك تدور حوله ولو نهاها عنه الأنبياء

- وأنت نبي يا (آدم)؟ لم يبق إلا هذا الزعم الطريف!

- إن صوت الله قرع أذنيك ولم تنتهي، فهل تسمعين صوت النبي المسكين؟!

- ومتى نهاني الله عن الشجرة؟

- كيف نسيت يا حواء أننا سمعنا ألف مرة هاتفاً يصيح: (لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)

- هو نداء موجه إليك

- إلي وحدي؟ وكيف؟

- لأنك رجل!

- وإذن يكون من حقي أن أقرب الشجرة وحدي

- لن تذوق ثمرها إلا من يدي

- وهل أذوق من يديك غير العلقم والصاب؟

- اسمع يا آدم، اسمع: ينظر أنك أغلف القلب، وأنك في احتياج إلى من يزيل الغشاوة عن عينيك. ما هذا التمرد على الله؟ وما هذا العصيان؟ مزيتك أنك رجل، ورجلة آدم رهينة بشهادة حواء، ولن أعترف لك بشيء إلا إن عصيت وغويت

- ويقول الله: وعصي آدم ربه فغوى؟

- ومن أنت حتى تصل إلى أن ينالك الله بالغمز والتجريح؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>