للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تصل إليهم هذه الأخبار أن يسيئوا الظن بجدهم المظلوم، فليس عندي أوامر صريحة أتولى بها زجر حواء، ولست أعرف المصير إن عاقبتها بالقتل، فما لي صديق غير هذا المخلوق، والصديق الواحد جدير بالاستبقاء وإن تردى بالعيوب. من أخصب تخير، وأنا في الصداقة مجدب لا مخصب. فهل ألام إذا استجزت المعصية طاعةً لمحبوب لا أجد غيره حين يضيع؟ سأقرب الشجرة رعاية لحواء، وليصنع الله بنا ما يشاء. . . وماذا يريد الله! أيريد أن نشاركه في السمو المطلق؟ أيريد أن نتنزه كما تنزه عن جميع الشبهات؟ أين نحن من الله وهو قوة أزلية لا يعتريها نقص ولا خمود؟ بأمر الله سأعصي الله فأقرب الشجرة مع حواء. سأعصيه بأمره وإن كان نهاني، فهو يعلم أن المخلوق المؤلف من أحلام وأهواء لا يعظم عليه العصيان)

وانخرط آدم في البكاء، فلم يوقظه غير حواء

- آدم، آدم، ماذا بك؟

- حواء؟

- نعم، حواء، هل فرغت من صلاتك؟

- أي صلاة؟

- صلاة الشكر، ألم تحدثني أنك من أجلها أردت الاعتكاف

- لقد صليت صلاة لا تخطر لك في بال

- هل صليت كما تصلي الملائكة؟

- أعظم مما يصلون

- وكيف؟

- ناقشت الله!

- من ناقش الله هلك

- قولي هذا لنفسك، يا حواء!

- أحب أن أعرف كيف تكون المجادلات من ضروب الصلوات؟

- حين تكون شاهداً على شروق العقل

- لا أفهم ما تريد أن تقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>