تعالى الله عما يشركون، وصلى الله على محمد نبيه، وعلى الأخيار من عترته وسلم كثيراً) أهـ
والمعروف في وقتنا أن لهذا الكتاب ثلاث نسخ خطية، اثنين منهما في خزانة أكسفرد وفيهما خروم
وكان المستشرق باربيه دي مينار أول من نشر هذا الكتاب ونقله إلى الفرنسية (المجلة الآسيوية الفرنسية، السلسلة ٦، المجلد ٥، سنة ١٨٦٥، ص ٢٢٧ وما بعدها ثم عني بتجديد طبعه العلامة دي غويه فنشره مترجماً إلى الفرنسية أيضاً (الخزانة الجغرافية العربية، ج ٦، ليدن ١٨٨٩ في ١٨٣ صفحة للمتن، و١٤٤ للترجمة. ويليه في المجلد نفسه نبذ من (كتاب الخراج وصنعة الكتابة) لقدامة بن جعفر الكاتب البغدادي، المتوفي سنة ٣١٠ أو ٣٢٠هـ، صفحة ١٨٤ - ٢٦٦) وجديرة بالعناية تلك التحقيقات الثمينة والتعليقات الدقيقة والفهارس المتقنة التي تحلى بها هذا الكتاب. وقد اشتملت المقدمة التي كتبها الناشر دي غويه بالفرنسية على فوائد جزيلة، جاءت في ٢٣ صفحة. وصفوة القول أن هذه الطبعة نفيسة، فيها ما يحمل القارئ على الاطمئنان إلى سلامتها من الشوائب
وقد نشر دي غويه أيضاً، قطعة من هذا الكتاب في مجموع بلداني له، كما نشر بلاشر قطعاً أخرى منه في مجموع بلداني له
ومن الدراسات الثمينة التي حظي بها هذا السفر، ما كتبه الرحالة المستشرق موزيل في كتابه (الفرات الأوسط) فقد عمد إلى المسافات والأبعاد التي ذكرها ابن خرداذبه في الطريق من بغداد إلى الرقة، وانتقد ما اعتورها من أوهام. وجدير بمن يطالع المسالك والممالك أن رجع إلى ما كتبه موزيل في هذا الشأن لتتم به الفائدة.