ألم يكن يجرّد من نفسه شخصاً يحاوره حين يعتكف؟
ألم تكن أشعاره تبدأ بعبارة (يا خليليّ) أو (يا صاحبيَّ) كأنه يرى بضوء البصيرة أنه يحتاج إلى عدد من الأصحاب والخلان؟
ألم يلاحظ أن الله حين اختصه بالنطق قد أوحى إليه أن حياته لن تكون بلا رفيق أو رفاق؟!
أين حواء ليبادلها الأحاديث؟ وأين ماضيه في الطيران بأجواء الحقائق والأباطيل؟
إلى حواء، إلى حواء، إلى حواء!!
فماذا يرى آدم، وماذا يسمع؟
يرى فتاةً خامدة بجوار شجرة التين، ويسمع أنيناً يذيب لفائف القلوب
- حواء!
-. . .
- آدم؟
- نعم، آدم، ماذا بك يا حواء؟
- لا شيء، ولكن أين كنت؟
- كنت أشهد حفلة الطيران
- ورأيت عدل الله؟
- فيماذا؟
- في تزويد الطير بنعمة لن نظفر بها أبداً، فهو يطير عن هذه الجنة حين يشاء!
- وهل مللت الثواء بالجنة يا حواء؟
- أي جنة تريد؟ أتريد هذا العيش الرتيب، العيش الذي لا يحرَّم فيه غير طعامٍ واحد؟ العيش المملول، العيش الذي يقدَّم فيه التفاح بلا حساب؟
- وما عيب هذا العيش يا حواء؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute