للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الاسكندنافية والروسية، فقد استهوى الفرنسيين نجاح الروايات الروسية، كما جذبتهم الروايات الإنجليزية من قبل، فترجمت روايات (غوغول) و (تورجنيف و (دستويفسكي حتى ألفها وتناقلها، ونحا بعض الأدباء في رواياتهم نحوها

على أن هذا التأثير قد اتسع منذ أوائل هذا القرن العشرين؛ لسرعة المواصلات، وانتشار المجلات، وازدهار المؤلفات. وغزت أسواق فرنسة مؤلفات الأمم كلها. فكيبلنغ ودانونزيو. وسلمى لاجرلوف، وبرناردشو، وأوسكار وايلد، أثروا في الكتاب المعاصرين وإن لم تظهر آثار هذا التقليد واضحة بعد.

وكذلك بدأت مؤلفات الكتاب العرب تظهر بالفرنسية أيضاً. فقد نقلت لها أعظم آثار الأستاذين توفيق الحكيم ومحمود تيمور، وبعض آثار الأستاذ الدكتور طه حسين وبعض مقلات للأستاذ الرافعي

أما في القرون الحالية فقد كان للشرق العربي أثر في بعض مؤلفات شعراء فرنسية وكتابها، كلامارتين، وبارّيس، ولوتي، ورينان، وجيرار دونرفال، وألاخوين تارود، ودورجليس، وغيرهم ممن زاروا بلاد الشام ومصر وتمتعوا بما فيها من روعة وجمال وسحر، فوصفوها وخصوها بالكتب. ولا ننس ما كان لكتاب ألف ليلة وليلة الذي نقل إلى الفرنسية منذ قرون، من أثر وما كان لكتاب السياحات والرحلات والعجائب التي نقلت من قبل وتأثير وإعجاب

وهكذا نجد أن الأدب الفرنسي قد استمد كثيراً من آداب الأمم الأخرى، فكان ذلك من أسباب ازدهاره ونموّه، ورقته وسموّه

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

-

<<  <  ج:
ص:  >  >>