للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والجمال سهم يصيب صدر الأسد الرابض في حمي العرين

- وما رأيك في المَلك الذي نظّم باقةً من أزهار الفردوس ليتحف بها حواء؟

- كان ذلك بوحي الله

- إنما كان ذلك بوحي الجمال

- هذا تخريج لا أرضاه

- إنما هو حساب يساق إليك

- الآدميون الأغبياء يهيمون بالجمال، فكيف يعاب علينا أن نهيم بالجمال؟

- ومن أجل الجمال عصى آدم ربه طاعة لحواء، أفلا يستحق العطف؟

- سأنظر في هذه القضية

- العجيب أن تُخلَق بلا شهوات ثم تهيم بحواء، فما حال آدم المظلوم في حب حواء وهو مخلوقٌ موقَر بأوزار الشهوات؟

- نهاه الله عن الانخداع لحواء وما نهاني

- كان الظن أن تفهم أن النهي لا يوجه إلا لمن تغيب عنهم دقائق الأدب الرفيع

- أتتهم الملائكة بالغباوة؟

- أتهمك وحدك

- أنا ملكٌ مِثلك

- لن تكون مثلي إلا حين تعترف اعترافاً صريحاً بأن الجمال يزيغ البصائر والعقول

- ولن أعترف إلا إذا سمح جمهور الملائكة بأن أتهم الله بالغَرَض

- ماذا تريد، يا زنديق؟

- أريد القول بأن الله خصّ حواء بأشياء

- لتحلو في عيني آدم، لا في عينيك

- أمركم عَجبٌ من العجب، أنتم تعرفون أن الجمال في ذاته شريعة أذلية، ولا ينظر إليه إلا أصحّاء القلوب، كالشمس لا ينظر إليها إلا أصحاء العيون، ونحن مطالبون بالنظر إلى جميع ما في الوجود، لنزداد يقيناً إلى يقين، فكيف يجب النظر إلى زهرة نضيرة ولا يباح النظر إلى وجه جميل؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>