للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عاملوه بما لا يليق

- وكيف؟

- كانوا يضيفون إليه أوامر ونواهي لم ينزل بها وحْي، ولا صَدَرتْ عن شرع، ليسوموا رعاياهم سوء العذاب، باسم الله وهم كاذبون

- كما صنع آدم الجديد؟

- آدم الجديد لم يصل إلى ذلك الدَّرَك، فقد عصى الله عن جهل

- إنما عصاه عن حذلقة

- وما حذلقة آدم الجديد؟

- قال الله: (لا تقربا هذه الشجرة) فترك (هذه الشجرة) بعينها ثم قرب شجرة من ذات الجنس، وهو يتوهم أن في هذه الحذلقة ما ينجيه من العقاب

- إن آدم حيوان لئيم!!

- وبلا عقل، فلو كان يعقل لأدرك أن الله لا تخفى عليه خافية من حِيل الفقهاء، وسنرى كيف يدافع غداً عن إثمه في ساحة العدل

- لا يَبعُد أن يرضى الله عن بلاغته وهو يصوّر الدميم بصورة الجميل

- الجمال في نظر الله هو الحق، وذلَّ من يزعم أنه يستطيع مخادعة الله، هلك آدم القديم بسبب الحذلقة الفقهية، وسيهلك آدم الجديد بسبب الحذلقة الفقهية. وسنقول فيه كلمة الحق والصدق إن دُعينا للشهادة في ساحة العدل

- تذكر أنه صاحب حواء!

- ماذا؟

- آدم الجديد هو صاحب حواء

- لا أفهم ما تريد أن تقول

- أريد أن أقول إن آدم لن يهبط الأرض إلا ومعه حواء

- وتظن أننا نزور الشهادة من أجل حواء؟

- أنا لا أدعو إلى تزوير الشهادة، وإنما أدعو إلى الترفق بمن يملك امرأة جميلة

- بهذا هَلَك بنو آدم الأول، فقد كان فيهم من يحالف أمةً تعدي أمته من أجل وجهٍ جميل،

<<  <  ج:
ص:  >  >>