والتقديس
- خلقنا للتسبيح والتقديس؟ يظهر أنك لم تفهم السخرية الملفوفة في قوله تعالى: (إني أعلم مالا تعلمون)
- وكيف سِخر الله مّنا بهذه العبارة؟
- حين عقّب بها على قولنا: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدس لك) فهو لا يرى التسبيح ولا تقديس أفضل من الإفساد وسفك الدماء، بدليل أنه سكت عما اتهمنا به الطبيعة البشرية
- تأدبْ أيها الملَك، فأنت في غفلة عما يعنيه صاحب العزة والجبروت، ولو قضيت دهرك في الاستغفار لعجزت عن محو هذا التطاول الممقوت
- أريد أن أعرف كيف لا يكتفي الله بالتسبيح والتقديس؟
- وما حاجة الله إلى التسبيح والتقديس من أقوام لا تعتلج في صدورهم معاني الكفر والإيمان، والشك واليقين؟ إنما يرضى الله عن تسبيح من يهتدي بعد ضلال، ويؤمن بعد كفران
- إن رأسي يدور من هذا التخريج
- سَلِم رأسك إن كان لك رأس، أيها الشرطيُّ الذي يريد الإقامة بمنطقة ليس فيها خلائق
- أنفهم من هذا أن البشر أفضل منا؟
- لك أن تذكر أن الله يعاقبهم بالانقراض، ثم يتلطف فيخلقهم من جديد، لحكمة سامية، وكيف يغيب عنك المعنى الذي استوجب خلق آدم الجديد في الفردوس؟
- كنت أحب أن أعرف هذا السر العجيب
- خلقه الله في الجنة ليأخذ فِكرةً عن النظام والترتيب والعدل، وليكون لهْ مَثلٌ أعلى يدور حوله حين يقيم مملكته الجديدة في الأرض. ولو أن الله أنشأ الأوادم القديمة هذه النشأة لقل بغُي بعضهم على بعض وسلموا من آفة الانقراض
- غضبة الله عليهم، فما كانوا إلا وحوشاً في ثياب ناس!
- هل تذكر بعض أعمالهم القباح؟
- أعمالهم القبيحة تفوق العد والإحصاء، ولكني أرجح أن الله لم يعاقبهم بالهلاك إلا حين