- ولكن فاتك أن مضغ حوادث التاريخ عملٌ ضائع، فآدم خُلِق بالفعل، وهو شرٌّ موجود، أو خيرٌ عتيد، والمهم هو أن نحدد موقفنا بالنسبة إليه
- نحن من نور وهو من طين
- ولكنه أحدثَ في الجنة زلزلة لن نستطيع مثلها أبداً، وستجعل له مكانةً في التاريخ
- تحسده على ذلك؟
- ومن أحسد إذا لم أحسد آدم؟ فنحن جميعاً موكلون بعدّ ما له وما عليه، مع أنه خُلِق من طين، فهل تكون للطين فاعلية يخَفى علينا سرها المكنون؟
- إن تحقير الطين بدعةٌ أذاعها إبليس اللعين، ويكفي الطينَ شرفاً أنه أصل آدم
- وآدم مخلوقٌ شريف؟
- بالتأكيد
- وبرغم العصيان؟
- أي عصيان؟
- الأكل من شجرة التين
- إنما أراد الله أن يأكل من الشجرة المحرمة لنجد عملاً، ولو نزَّه الله آدم عن المعاصي لبقينا بلا أعمال. وهل يعيش القضاة والمحامون والشهود إلا بفضل انحراف الناس عن سواء السبيل؟
- إن رأسي يدور من هول ما تقول
- وهل قلت غير الحق؟ إن آدم هو مصدر الفاعلية في جميع أرجاء الوجود، ومن اجل ضلاله وهداه تنصب الموازين
- نحن مقبلون على متاعب جديدة بسبب آدم الجديد
- وهل أنت راض عن الراحة التي عانيناها بعد انقراض آدم القديم؟
- شكراً لك، أيها الرفيق، فقد خطر في بالي مرةً أن الله قد يسرّح جيوش الملائكة بعد انقضاء مهمتهم في مراقبة السلالات الآدمية
- أخطأتَ أخطأت، فما كنا جنود شرطة ولا جنود استطلاعات، وإنما خُلقنا للتسبيح