للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأصفهاني في سنة ٨٦٨ هجرية (١٤٦٣م). والظاهر من الصور التوضيحية التي به أنه قد اشترك في تصويرها غير واحد من الفنانين. ولهذا المخطوط ميزة كبيرة وهي انسجام الصور مع المتن. وهو الآن محفوظ في مجموعة شستر بيتي بلندن

بعد ذلك بمدة قصيرة رأى خسرو في منامه جدَّه العظيم أنو شروان، وقد وقف أمامه في عظمة وجلال، وأخبره أنه سيكافأ بقبوله جزاء فعلته دون تذمر، ولتخليه عن مطربه وفرسه وغلامه وأسلحته، وأنه سيحصل في نظير ذلك على مطرب بارع في فنه، له صوت عذب حنون، سيكون اسمه (باربُد). وعلى جواد أسرع من فكر الإنسان، سيكون اسمه (شَبْديز). وعلى امرأة لا تضاهي في الحسن والجمال سيكون اسمها (شيرين) وأخيراً على العز والمجد بجلوسه على عرش إيران

وبعد هذه الرؤيا بمدة قصيرة جاء لزيارة خسرو صديقه الحميم (شابور)، وقد كان مصوراً بارعاً، يجيد الرسم والتصوير، ولا يضارعه أحد في هذا الفن، وكان إلى جانب ذلك رحالة بكل قلبه وقالبه، مولعاً بالأسفار، مشغوفاً بالرحلات إلى البلاد البعيدة والغريبة. وفي سياق حديثه مع خسرو، أخبره أنه قدم مرة إلى بلاد جميلة تسمى (أرمينيا) تحكمها ملكة عظيمة اسمها (مهين بانو) مشهورة بين ملوك الدول المسيحية. وأن وريثة هذه الملكة العظيمة هي ابنة أخيها الأميرة (شيرين) وأن هذه الأميرة ذات جمال فريد لا مثيل له، وسحر ملائكي وفتنة تأخذ بمجامع الألباب. وقد اعتادت هذه الفاتنة أن تجوب نواحي المملكة على رأس (قطيع) من ثلاثمائة عذراء، تنافس كل منهن الأخرى في جمال النفس ورشاقة القوام؛ ليس لهن من همّ سوى التفكير في أماكن جديدة بعيدة، يقضين فيها أوقات طويلة في المرح والنزهة والصيد والقنص. وأخبره أيضاً أن الملكة (مهين بانو) تملك فرساً لونه أسود كلون الليل الدامس اسمه (شبديز). وقد عجب خسرو لاتفاق الأسماء فيما رواه له صديقه شابور مع ما حفظه عن جده أنو شروان من أسماء عند ما ظهر له في الحلم، وأخذ يستزيد شابور من أخبار شيرين حتى تأجج قلبه من نيران الهوى، وهام بها هياماً شديداً لمجرد سماع أخبارها؛ وكانت نتيجة ذلك أنه أمر صديقه (شابور) بالسفر في التو واللحظة إلى أرمينيا، وأن يسعى هنالك في ربط الصلة بينه وبين (حبيبته) شيرين

وصل شابور إلى أحد أديرة أرمينيا، حيث علم أن شيرين قادمة بعد قليل مع صويحباتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>