العذارى، وأنهن سيهبطن للراحة في روضة مجاورة. ووجد شابور في ذلك فرصة مناسبة ليستلفت نظر شيرين إليه، فرسم صورة لخسرو وعلقها على شجرة في مكان ظاهر من تلك الروضة، ثم اختبأ منتظراً ما سوف يحدث. وأقبلت شيرين إلى الروضة ومعها صويحباتها، ورأت الصورة فأعجبت بها، وكأن الشخص الذي تصوره قد أثر في نفسها تأثيراً شديداً فأمسكت بها بين يديها، واسترسلت في البكاء وهي تقبلها. وعند ما تبين صويحباتها شدة انفعالها، عملن على إبعاد الصورة عنها، ومزقنها خفية، , وأفلحن في إقناعها بمغادرة هذه الروضة لأنها مسكونة بالجان، وكانت الصورة سوى عمل من أعمالهم
وفي (الشكل٢) جلست الأميرة شيرين في روضة على سجادة تتناول صورة خسرو من إحدى الفتيات، وقد جلس إلى جواريها أربع موسيقيات: الأولى منهن إلى اليمين هي مطربتها الشهيرة (نيكيسا) وفي يدها الجنك، ثم ضاربة للدف، فثالثة تغني وتصفق، ورابعة تعزف على المزمار. وقد وقف حولهما بعض صويحباتها وجواريها وأحد الحراس. وهذه الصورة في مخطوط للمنظومات الخمس للشاعر نظامي، مؤرخ سنة ٩٠٠هـ (١٤٩٤م) كتب للأمير ميرزا أحمد علي فارسي أحد أمراء السلطان حسين بيقرا، واشترك في تصوير الصور التوضيحية التي به بعض مشاهير المصورين في ذلك العصر. وهذه الصورة من تصوير الفنان (ميرك خراساني)، وهو إلى جانب ذلك خطاط مشهور. ويقال إنه أحد أساتذة المصور الشهير (بهزاد) وهذا المخطوط محفوظ في المتحف البريطاني
غادرت شيرين ومن معها الروضة الأولى ونزلن في روضة ثانية، وكان شابور قد رأى وسمع من مخبأه هناك كل ما حدث وقيل، فسبقهن إلى الروضة الثانية ووضع صورة أخرى في مكان ظاهر منها. وقد حدث هنا ما حدث في الروضة الأولى وغادرتها شيرين وفتياتها إلى ثالثة، حيث كان شابور أيضاً قد سبقهن وعلق صورة ثالثة، وكانت شيرين قد غلبها حب خسرو لمجرد رؤية صورته، كما غلبه حبها لمجرد سماع أخبارها - والحب كما يقولون يعلم الحيلة والدهاء - فاحتفظت بالصورة هذه المرة، وأرسلت صويحباتها يبحثن عن صور أخرى في الرياض المجاورة، وهي في الحقيقة تود أن تخلو إلى نفسها. ورأى شابور أن الفرصة قد حانت، فخرج من مخبأه وتقدم إليها متنكراً في زي راهب، وبعد أن جعلها تأمر بانسحاب أتباعها، أخبرها أنه مصور هذه الصور وأنها تمثل شخص