للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمير خسرو برويز، وأن هذا الأمير قد تملك فؤاده حبها، وأرسل معه إليها خاتماً كدليل لمحبته لها. وهنا صارحته شيرين بحبها لخسرو، وتوسلت إليه أن يرشدها إلى الطريق نحو المدائن، عاصمة إيران. وبعد أن وصف لها شابور الطريق، انسحب ورجع من حيث أتى.

وفي (شكل ٣) نرى أن الأميرة شيرين قد جلست في روضة على العرش وجلس أمامها شابور وفي يده صورة خسرو، وأمام العرش فسقية بها ماء تسبح فيه أوزة، ووقف خلف (شيرين) بعض العذارى من صويحباتها، وحول شابور نرى الأتباع والخدم، منهم الجالس والواقف، وبعضهم يقوم بواجباته من تقديم الطعام والشراب. ولم ينس المصور أن يرسم صورة البستاني وفي يده جاروف يعمل في الأرض. والرجال يلبسون عمائم تخرج منها عصا كانت الزي المتبع في لباس الرأس في عصر الدولة الصفوية. ونرى أن سحن الأشخاص في هذه الصورة تمتاز بما بها من حياة وظهور التأثيرات المختلفة عليها من اهتمام وتفكير وسرور وحزن إلى غير ذلك مما امتازت به صور هذا العصر. وهذه الصورة من تصوير (ميرزا علي) أحد تلاميذ المصور بهزاد، ومن مشاهير الفنانين في عصر الشاه طهماسب، وقد اعتاد هذا المصور أن يصور رجاله وهم ملتحين. وبالرغم من براعة (ميرزا علي) في تصوير هذه الصورة، فإنه فاته أن يمثل مقابلة شابور لشيرين وهما منفردان كما أراد ذلك الشاعر نظامي. وهذه الصورة في مخطوط لنظامي كتب للشاه طهماسب ومؤرخ سنة ٩٤٦ - ٩٥٠ هجرية (١٥٣٩ - ٤٣م)، واشترك في تصوير الصور التوضيحية التي به خمسة من كبار فناني ذلك العصر. وهو محفوظ في المتحف البريطاني.

بعد انسحاب شابور من الروضة، رجعت شيرين ومن معها إلى القصر، وصعدت في ذات الليلة إلى عمتها مهين بانو، وأخذت تحدثها عن رحلاتها للنزهة والصيد، وفي سياق كلامها أبدت رغبتها في الخروج صباح اليوم التالي في رحلة طويلة للصيد، وهي لذلك ترجو عمتها إعارتها الفرس الأسود شبديز، وقد أجابتها عمتها إلى ذلك. وفي الصباح الباكر تمنطقت شيرين بأسلحتها، وركبت الفرس الأسود، وخرجت مع فتياتها لصيد الغزلان. وكانت هذه فرصة لها كي تعدو بجوادها السريع خلف غزال وتغيب معه عن الأنظار،

<<  <  ج:
ص:  >  >>