للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكن بيننا رِبا وخمر ومقامرة، وفينا تبذل وغرور وبغي، ومنا أناس ينكرون - أو يتجاهلون - هذا الماضي المجيد. فماذا نعمل وبلادنا قد عجت بالمشكلات وشعبنا قد تفشته الأدواء؟ ماذا نعمل وقد استعصت هذه (المشكلات) على الحل، وأعيت هذه (الأدواء) علاج ذوي الغيرة من رجال الفكر والإصلاح؟ اللهم لا استعصاء ولا إعياء ولكن يعوزنا الإيمان ويعوزنا الإقدام ويعوزنا النزول على حكم الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)

إن هذا الوقت الذي تمضي فيه (اللجان) إلى العمل، وإن هذا الوقت الذي يكتبون فيه (تقاريرهم) وإن هذا الوقت الذي يجهدون فيه أنفسهم للبحث حرام أن تضيع هذه الأوقات في غير ما ثمرة! وحرام أن تصرف هذه الأموال بلا مقابل! وحرام ألا يجد الناس ما يحميهم من أغوال الفقر وويلات الجهل وخفض المستوى العام بينما لا تبعد عنهم هذه الحماية إلا بمقدار ما يبعد هؤلاء عن معين الإسلام وقانون الإنسانية!!

وإنا لنسمع العالم كله يتحدث عن (نظامه الجديد) ومن خلال هذا الصراع العنيف وفي وسط هذا الدوي الهائل يتردد في الآفاق صدى صوت حبيب منعش هو أنشودة الحرية ورجاء السلام ومنية الاستقرار، فسنة الله أن ينجاب الظلام عن الفجر، وأن يتنفس الصبح بعد إدبار الليل؛ ولابد أن يرتفع المستقبل على أنقاض الحاضر، وقد تواطأت الفِكَر على أن هذا المستقبل مليء بأساليب الهدم حافل بأنواع الإصلاح مشيد من لبنات قوية ليس من ذراتها اطمئنان إلى ترف ولا ركون إلى دعة ولا عزوف عن جد. . . هذا هو الجيل الجديد وهؤلاء هم أبناء العهد الجديد، فعلى أي أساس يكون مستقبل جيلنا المنتظر. وعلى أي الدعائم يرتكز عهدنا المنشود؟؟

لقد قال الأستاذ إدوار مونتيه في إحدى محاضراته: (لا شك أن الإسلام يعد من أكبر وسائل تمدين الناس وترقية أحوالهم الاجتماعية والدينية والخلقية والاقتصادية. الإسلام حضارة قائمة بنفسها رغم ضعف المسلمين في فترة من الزمن، وسينتبهون مرة ثانية فينشرون المدنية والرقي في كل أنحاء العالم) وهذا برناردشو يقول: (إني دائماً أحترم الدين الإسلامي غاية الاحترام، لما فيه من القوة الحيوية، فهو وحده الدين الذي يظهر لي أنه يملك القوة المحركة التي تغير صورة الكون، ذلك لأنه يوافق كل جيل، ويتمشى مع

<<  <  ج:
ص:  >  >>