للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مصلحة البشر في كل زمان. . . لاشك أن العالم يقدر تكهنات رجل مثلي: أنا على يقين أن دين محمد سيكون دين أوربا في غد. . . وقد رأى عظماء المفكرين من أهل النزاهة مثل كاريو وغوتي وجيبون في القرن الـ ١٩ وجرب تقدير وإجلال دين محمد، وقد أحدث رأيهم شيئاً من التغيير في سلوك الأوربيين مع الإسلام، لكن أوروبا هذا القرن (العشرين) قد تقدمت في ذلك تقدماً بعيد الشأو وقد أخذوا يقعون في الهيام بعقيدة محمد، وفي القرن التالي سيكون أهلّ أوروبا أكثر معرفة بفائدة اعتقاد محمد في حل مشكلاتهم، وبهذا يمكنك أن تفهم ما تكهنت به!)

بعد هذا - ولا أحسب نفسي في حاجة إليه، فربما قد رآه من إليهم أوجه الحديث - أحب أن نصل إلى خطة حاسمة في هذا المعترك، وأن نفكر جادين في مستقبلنا مهما تكن الأوضاع؛ ولنُوَلّ وجهنا إلى غير ما اتجهت القافلة، وما دامت هذه المدنيات تنهار وهذه النظم تعلن عن نفسها بالفشل، فمن الخطأ والحمق أن تنتمي إلى التقليد، ولنستبق الزمن بأخذ أساليب الحكم والتشريع والقضاء على نظام إسلامي، قبل أن نفعل تابعين وليس لنا يد. هذا الإسلام يا قوم، اعرضوه على أنه فكرة من الفكر، وكثيراً ما فشلت برامج وأهملت قوانين لم تتفق وهذا القانون السماوي. جربوه. . . جربوه أيها الناس وإلا فقد دللتم على خبايا النفوس ومكنونات الصدور. . . يجب أن نرى أمامنا الفرد المسلم والأسرة المسلمة والحكومة المسلمة والوطن المسلم، ولنعتز بهذا الشرف الذي وضعنا فيه وخوّلنا إياه أحكم الحاكمين: شرف الوساطة بين السماء والأرض، بين الله والناس. . .!

هذا وإن الغرائز البشرية أو جُلّها البارز قد جعلت من الإنسان الذي يبغي كمال الحياة ويتلمس نور النعيم وينشد ذروة المجد، مجاهداً يصارع نفسه، ويجاهد هواه، وينازع فطرته التي تكونت من الأنانية والتكاثر والهلع والعجلة والجبن واللذة الخ. لا أقول كما قال الشاعر إنها كالطفل، ولكن كما قال النبي إنها أعدى الأعداء، جهادها هو الجهاد الأكبر، والظفر بأسرها هو النصر المؤزر. . .

ألا فانتزعوا أيها الشباب من بين جنوبكم هوى النفس، ومن أذهانكم خمود الفكر، ومن أعماقكم وهن العزيمة، ثم هبوا في إقدام لا يعرف التواني؛ وهنا تسطرون بحق أول من صفحات الجدارة بالحياة!؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>