للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدين يكن، مهد لها بقوله إنها مخطوطات للفقيد آلت إليه، ولم تنشر في ديوانه. ولكني أنبه هنا إلى أن هذه المقطوعات نُشرت جميعها بديوان ولي الدين الذي أصدرته مطبعة المقتطف عام ٩٢٤م؛ ولا أعرف للشاعر ديواناً آخر غير هذا

فحَّبذا لو اقتنى الأستاذ نسخة من ديوان الشاعر الكبير الذي تربطه بأسرته (أواصر المودة والصداقة) كما يقول؛ ثم عرض عليها ما لديه من مخطوط؛ حتى تستبين له حقيقة القطع التي لم تنشر فيتفضل بنشرها. وأن كنا نشكَّ في إمكان حصوله على ما يستوجب النشر؛ لأن جامع الديوان هو أخو الشاعر - ولعله شقيقه - الأديب يوسف حمدي يكن. وهو قد استفرغ جهدَه في إثبات كل ما أمكنه العثور عليه من شعر أخيه، بين مخطوط ومطبوع ومحفوظ، كما يشير إلى هذا في مقدمته، التي أعقبها تحليلٌ دقيق وعرض شامل لحياة الشاعر وخصائص شعره بقلم الأستاذ الكبير أنطوان الجمِّيل بك؛ وكان الأخير من أصفياء ولي الدين وصفوة أصدقائه وخُلْصانه.

(جرجا)

محمود عزت عرفة

حول (ابن الرومي)

سيدي الأستاذ العقاد

قرأت معجباً ما خطه يراعك الكريم عن شعر ابن الرومي، فنال مني الدهشُ لتعصّيك لهذا الشاعر، ولعل هذا راجع إلى أن الأستاذ قد صاحب (ابن الرومي) أكثر مما كان ينبغي لمصاحبته. لهذا كان طبيعّياً أن يخلع عليه أستاذنا الجليل لقب (شاعر العالم) غير منازع؛ وأن يقول: إن شعره ليس فيه مغمز لغامز، وإن إحساسه مرهفٌ غاية الإحساس، وتصويره آية في الإبداع

فما رأي سيدي الأستاذ في بيتين مشهورين لابن الرومي قالهما في روض سقته السُّحب أو أرضعته فأنبتت ألفي رضيع من بني النضر حيث قال:

سقتْه ثُديّ السُّحْب من مُرْضعاتها ... أفانينَ مما لم تُقَطِّرْهُ مُرْضعُ!

كألْفَيْ رضيعٍ من (بني النَّضْرِ) ضُمِّنُوا ... مَحَاسن هذا الكون، والكونُ أجمعُ. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>