طاهر يسفك من أجل مأرب طاهر، لم تدنسه المادة، ولم يلوثه الطمع. . .
أجل وإني لأرى الساعة كيف ينبغ من أبنائي رسل مبشرون ومنذرون وكيف ينتشر أبنائي في العالم، فيرفعوا علم الدين، وينشروا الهدى، ويحطموا الأصنام، ولقد أسمع الساعة صوتاً ينبعث من أرض كنعان، فيملأ الأرض حبا ورحمة، ثم أسمع بعد فترة صوتاً قوياً رزيناً ينبعث من الصحراء فيملأ الأرض عدلاً وأمنا، فيتردد صداه من المشرق إلى المغرب فإذا الأوثان تتكسر، والشرك يمحى، والأغلال المذلة تتحطم، وصروح الباطل تندك.
لا خوف إذن على العالم من طوفان يمزقه، أو لهيب يحرقه، ما دام فيه رسل تهدي، ودين ينير الظلام.
إلى الشرق إذن سأمضي، وهنالك فلتغرس شجرة الدين. أصلها ثابت وفرعها في السماء. وارفة الظلال، طيبة الثمرة
ثم سكت الاخوان، وأطرقا زمنا، ولبثا جالسين يحدقان في الكون، دون أن ينطقا بكلمة، حتى دجى الليل، ولمعت في السماء النجوم، وبرد الهواء، فنهضا وجعلا يمشيان الهوينى صامتين.
حتى إذا اقتربا من منازلهما مد الأخ الأكبر يده مصافحاً: