الوقيعة بينه وبين من آووا إليه فقالا له أيها الملك: انهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيما فناداهم النجاشي وقال لهم وما تقولون في عيسى بن مريم؟ فرد عنهم جعفر ابن أبي طالب (نقول فيه الذي جاءنا به نبيناً صلى الله عليه وسلم: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول) وآمن النجاشي العادل بقولهم وإن لم يؤمن به أساقفته، ورجع العظيمان إلى مكة خائبين وظل المسلمون في جوار النجاشي العادل آمنين مطمئنين
وجاء النجاشي منازع له على العرش يحاربه فلم ينس المسلمين في محنته. وإنما أعد لهم سفنا وقال لهم إذا هزمت فهذه سفنكم توصلكم إلى أهلكم بمكة، وإذا انتصرت فانتم كما كنتم آمنون في جواري. وصلى المسلمون من أجل النجاشي فانتصر على عدوه، وظلوا في جواره آمنين إلى أن تهيأت لهم مكة فرجعوا إليها
وانشغل المسلمون بجهادهم عن الحبشة وملكها النجاشي العادل، وبينما هم ملتفون حول رسولهم يجاهدون من أجله وفي سبيل تعاليمه ودينه، إذا بهم ينعى إليهم النجاشي العادل. ولم ينس الرسول يده على المسلمين يوم كانوا مستضعفين فارين من وطنهم فاستغفر له وصلى من اجله.
كان المار قديماً بأرض الحبشة يرى على ضفاف النيل بقعة ينبعث منها النور فيظنها لأول الأمر وهج الشمس، فإذا ما اقترب منها عرف انه نور ينبعث من الأرض لا من السماء، فإذا ما سأل أهل البقعة عن مبعثه قالوا هذا قبر النجاشي العادل، هذا قبر أول من آوى المسلمين المهاجرين يوم كانوا مستضعفين في الأرض!