للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الناس ولاحظ أحدهم كلباً يأكل ثم لم يلبث أن نفق. فسارع إلى منع الخادم من ضرب الرجل وأخبره بالحادث الذي أثبت ولايته. فجعل الخدم يتعذر للولي ويرجوه أن يصفح عنه. غير أن الرجل سئم وضيفته الجديدة فابتهل إلى الله والى القطب أن يعفى منها، وأجيب إلى توسلاته واستردت قدرته الخارقة للعادة. فعاد إلى دكانه وهو أسعد من قبل

هذه القصة يتقبلها القاهريون كأنها حقيقة ومن ثم أدرجتها هنا. لأننا عند الكلام على الخرافات نواجه الآراء أكثر مما نواجه الأفعال. ولست متأكداً أن القصة جميعها كاذبة؛ فقد يكون هذا الولي المزعوم قد أستخدم من يدخل الثعبان أو الكلب في الوعاءين الذين كسرهما. وقد قيل لي أنى أكثر من واحد قد أشتهر بالولاية بمثل هذه الحيل

وفي مصر أولياء كثيرون يتقشفون تقشف النسّاك الهنود. وفي القاهرة الآن وليّ طوق عنقه بالحديد، وشد نفسه إلى أحد جدران غرفته وظل على ذلك ثلاثين عاماً، كما يقال، ويزعم البعض أن هذا الولي كثيراً ما شوهد متدثراُ كالنائم بملاءة، ثم بعد ذلك مباشرة تزاح الملاءة عنه فلا يجدونه تحتها. ويذكر هذه القصص ويؤمن بها قوم يتمتعون بالعقل الرشيد. والضحك من هذه القصص أو عدم تصديقا يثير السخط الشديد. وقد حكى لي أخيراً أن ولياً قطع رأسه لجرم لم يرتكبه، فتكلم بعد فصل رأسه عن جسده، وأن آخر حز عنقه في أحول مشابهة فخط دمه على الأرض إعلان براءته: أنا ولي من أولياء الله وقد مت شهيداً.

وهناك ظاهرة غريبة في خلق المصريين وغيرهم من الشرقيين وهي أن المسلمين والمسيحيين واليهود يتخذون خرافات بعضهم بعضاً بينما يمقتون العقائد الأصلية. وقد يستخدم المسلمون عند المرض قسس النصارى واليهود للدعاء لهم، وكذلك النصارى واليهود يدعون الأولياء المسلمين للغرض نفسه. ومن المألوف أن ترى المسيحيين يترددون على الأولياء فيقبلون أياديهم ويسألونهم الدعاء والنصح. ويجزلون لهم المال والعطايا.

وينسب المسلمون إلى الرسول معجزات كثيرة لا يقرها الإسلام. وهم يقولون أن هناك معجزات كثيرة لا تزال تتم إكراماً للنبي وشاهداً على رعاية الله له. ويروي الحجاج الذين زاروا المدينة أنهم يرون كل ليلة شعاعاً من النور الكامد يشع من قبة القبر النبوي إلى ارتفاع هائل إلا أن الشعاع يختفي عن الناظر عندما يقترب من القبر. وهذه معجزة من أكثر المعجزات اعتباراً ويروون أنها تشاهد للآن. وقد سألت أحد أصدقائي الحصفاء عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>