البرء من مرض أو طلب النسل، مقتنعين أن فضائل الميت تكفل قبول دعواتهم قبولاً مرضياً. ويعتبر المسلمون أولياءهم المتوفين شفعاء لهم عند الله ويقدمون لهم النذور. ويحيي الزائر عند وصوله الضريح بالسلام ويسلم عليه أيضاً عند دخوله المدفن. ولكني أعتقد أنه قلما تراعى هذه العادة الأخيرة. ويواجه الزائر رأس الميت، ومن ثم يولي القبة ظهره. ويطوف حول المقصورة من اليسار إلى اليمن ثم يقرأ الفاتحة بصوت لا يسمع أمام باب المقصورة أو أمام جوانبها الأربعة. وقد يتلو بعد ذلك سورة أطول من الفاتحة، كما قد يتلو في هذه الحالة (خاتمة). وتقرأ هذه الأدعية لأجل الولي وان كان يعتقد أيضاً أن الأجر ينعكس على الزائر الذي يتلو الصلاة. ويختم الزائر ذلك عادة بقوله:(أنى وهبت ما قرأت من القرآن الكريم إلى من نذر له هذا المكان) أو (إلى روح هذا المولى). ويبقى ثواب ما قرىء للقارئ وحده إذا لم يبين ما سبق أو لم يقصده. ويبتهل الزائر بعد تلاوة هذا إلى الله لاستدرار النعم فيقول عادة:(اللهم أتوسل إليك بالرسول وبمن وقف له هذا المكان أن تهبني هذه النعمة وتلك الأخرى) أو (حملي على الله وعليك يا من كُرّس لك هذا المكان). ويواجه البعض وهو يفعل ذلك جانباً من جوانب المقصورة. ويقال أن اللائق أن يواجه الإنسان المقصورة والقبلة، ولكني أعتقد أن القاعدة نفسها تراعى في هذه الحالة كما تراعى في السلام؛ وتوضع اليدان أثناء ذلك وضع الابتهال الخاص عقب الصلاة العادية ثم تسحبان بعد ذلك على الوجه. ويقبّل الكثير من الزائرين عتبة باب المقام وجدرانه ونوافذه ومقصورته الخ. . . إلا أن الشديد المحافظة يستقبح هذا لاعتباره تقليداً لعادة مسيحية. ويوزع الأغنياء والميسورون عند زيارتهم قبور الأولياء المال أو الخبز على الفقراء. وكثيراً ما يمنحون السقاءين نقوداً ليفرقوا الماء على الفقير والظمآن إكراماً للولي. وهناك أيام خاصة في الأسبوع لزيارة بعض الأضرحة. فيزور الرجال مسجد الحسين على الأكثر يوم الثلاثاء، والنساء يوم السبت. ويزورون مسجد السيدة زينب يوم الأربعاء، ومسجد الأمام الشافعي يوم الجمعة. والعادة في هذه الحالات أن يحمل الرجال معهم آساً يضعون بعضه على النصب أو فوق الأرضية داخل المقصورة، ويأخذون الباقي ثانية لتوزيعه على الأصدقاء. ويضع الفقير أحياناً خوصاً، كما يفعل أغلب الناس على قبور الأصدقاء والأقارب، وتضع نساء القاهرة بدل الآس والخوص وروداً وزهوراً وياسميناً.