للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يأتي فيها الوصف عرضاً غير مقصود، وإنما عنيت أبيات الوصف فانتظرت (يذكرني من شاء بأبيات وصفه أبين له ما فيها من عناصر الاستيعاب)

ومع هذا اسأل الأديب: لماذا فهم أن إعجابي بابن الرومي راجع إلى أنني صاحبته أكثر مما كان ينبغي لمصاحبته؟

إن ابن الرومي لم يكن له ديوان مطبوع يوم كانت دواوين المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي نواس والشريف الرضي وغيرهم مطبوعة متداولة في أيدي القراء!

فإذا سعيت إلى قراءته مخطوطاً فإنما تكون المصاحبة الطويلة نتيجة الإعجاب وليست هي سبب الإعجاب

فلماذا يكون إعجابي به خطأ لا محالة فلا تفسير له إلا طول المصاحبة؟ ولماذا يكون رأي الأديب فيه هو الصواب لا محالة لأنه لم يطل مصاحبته، أو لأنه أطال مصاحبة الآخرين؟

وهل كان يجب أن أقول أن المتنبي أوصف من ابن الرومي لأكون قد صاحبت المتنبي كما ينبغي أن أصاحبه وأصاحب غيره؟

ولم يجوز التعصب على ابن الرومي بغير سند، ولا يجوز التعصب له بسند مفصل أو قابل للتفصيل؟

أن الرجل لكما قلت بين شعراء العالم أجمع، وأن الذي يمكن مزيته لمطالب بحسنات يثبتها لغيره تربى على الحسنات التي ثبتت له في دواوينه، فإن لم يستطع فما هو بغاض من قدره ولو جاء له بعشر قصائد رديئات، لا ببيتين أو عشرة أبيات.

وكتب إلينا الأديب (حسن محمد عبد الله شرارة) من نبت جبيل بلبنان يقول بعد مقدمة نشكره عليها: (. . . إلا ترون أن بين ابن الرومي وأبي نواس صلة من الصلات أو وجه شبه كبير أو قليل؟ فالدقة التي تتراءى في شعر ابن الرمي والشمول الذي يبين في معانيه يهينم على خمريات أبي نواس ويشيع فيها. وكذلك الناحية الوصفية والتصويرية التي امتاز بها ابن الرومي قد امتاز بها أبو نواس على ما بين النفسين من تقارب في هذا القلق والاضطراب والتعقيد. فخذوا أية خمرية من خمريات أبي نواس وغيرها أيضاً ترون ما أنا ذاهب إليه من هذه الدقة والسلاسة والعالمية والشمول ثم الإبداع الشعري العظيم. . .)

ورأيي أن أبا نواس وابن الرومي يتقابلان ولكنهما لا يتماثلان ولا يحسبان من (مدرسة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>