للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك فيما بعد.

وفي (شكل٣) نرى خسرو في يوم تتويجه ملكاً على إيران وقد جلس على عرش في منظرة بحديقة غنية بأشجار السرو والفاكهة والزهور والورود. ويحيط به بعض كبار المملكة وهم يتحدثون ويتناقشون، ويقدم لهم الخدم والسقاة الطعام والشراب، ووقف حولهم رجال الحرس ومعهم أسلحتهم، وغلمان (البازْدارِيّة) وهم يحملون صقور الصيد. ووقف على سطح المنظرة ستة من أفراد الحاشية يتجادلون ويشيرون إلى أسفل، ويبدو كل منهم أنه يود أن يسبق زملاءه في التعرف على كبار الدولة الواقفين حول خسرو. وهذه الصورة عليها إمضاء المصور (آقاميرك)، ولكن بعض مؤرخي الفن الإسلامي، يقولون أنه لا يمكن التثبت بوجه قاطع من صحة هذه الإمضاء، بالرغم مما هو واضح في هذه الصورة من الدقة في رسم الزخارف والزركشة على الملابس وغير ذلك مما أمتاز به أسلوب آقاميرك في التصوير. ونشأ هذا المصور من أسرة كريمة المحتد في أصفهان، تنتسب إلى آل البيت، ثم رحل إلى تبريز حيث تعلم التصوير على المصور (بهزاد) وكان آقاميرك من الأصدقاء المقربين للشاه طهماسب الأول، ويقال أنه ما زال يشتغل بالتصوير في بلاط هذا الشاه حتى سنة ٩٥٧ هجرية (١٥٥٠م). ويظهر أن المصور قصد في هذه الصورة أن يبّين ما كان عليه بلاط الشاه طهماسب من الأناقة والبذخ والروعة والجلال، وأنه صوّر الشاه نفسه في شخص خسرو الجالس على العرش، كما يتضح ذلك من سطر الكتابة في أعلى بناء المنظرة. وهذه الكتابة تقرأ (اللهم خلد دولة السلطان الأعظم والخاقان الأعدل الأكرم السلطان ابن السلطان بن السلطان أبو المظفر السلطان شاه طهماسب الحسيني الصفوي بهادرخان خلد الله تعالى ملكه وسلطانه والى (كذا!) يوم الدين). وهذه الصورة في مخطوط نظامي السابق الذكر المكتوب للشاه طهماسب بين سنتي ٩٤٦ و٩٥٠ هـ (١٥٣٩ - ٤٣ م) وهو محفوظ في المتحف البريطاني.

(له بقية)

محمد مصطفى

أمين مساعد في دار الآثار العربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>