(الرقيب لنفسه): لقد راح العقل الباطن يرقص في الأدغال، لعله عاد إلى عالمه وماضيه الذي فيه يحيا ويتنفس. . . بل لعله سئم الحوار ويئس من الإقناع
العقل الباطن:(يدور مبتعداً فإذا النغمات صدى يتردد في جوانب النفس من بعيد، وينأى فإذا نغماته وإذا صداه وهدوء وموات. . . يدور ويقترب فتعلو ألحانه ويصخب ضجيجه)
الرقيب (وقد خدرت هذه الألحان أعصابه): أف! ما أقسى الحراسة، وكل ما حولي يغري بالنوم والإغفاء والراحة
(يهوم نائماً، ثم يستيقظ فزعا، ثم يعود ليهوم ويغفو على ألحان الناي والطبل)
العقل الباطن:(تنسل عناصره في خفة ولين وحذر، تخطو متدثرة مستترة في صبغات وألوان وأشكال وخيالات لتموه على العقل الواعي حتى لا توقظه فيطردها. . . تخطو وتطفو صعداً. . . . . .)