العقل الباطن: ولماذا تحرمني الحرية. . . لماذا تحرمني النور؟
الرقيب: بل قل لماذا أحرمك الظلام، أتراك تحيا في النور أنت ابن الماضي الذاهب في القدم. . . ابن الظلام. . . ابن الكهف والغار. . . أنت ابن. . .
العقل الباطن: ليكن من أمري ما يكون، فلماذا تقف بيني وبين التصعيد؟
الرقيب: لماذا؟ ما أعجب أمرك! طبيعة الحياة الحاضرة. . . الوجود كله يقف الآن بينك وبين ما تريد. . . لقد تبدل العالم وتغير. لقد دار الفلك دورته، وتغيرت الأرض غير الأرض و. . .
العقل الواعي: فلك. . . أرض. . . ما لك تهذي اليوم هكذا؟
العقل الباطن:. . . . . .
الرقيب: دع الفلك والأرض والهذيان. . . هاأنت أوشكت أن تنام. . .
العقل الواعي: أ. . . نا. . . م. . .
الرقيب (لنفسه): ما أقسى الحراسة وكل ما حولي يغري بالنوم والإغفاء والراحة!
العقل الباطن (مخاطباً الرقيب): لقد نام الطفل
الرقيب: بل قل قد نام الجبار
العقل الباطن: جبار (يقهقه ضاحكاً بخشونة) أنه طفل، إنه صنع يدي هاتين. . . أنا الذي منحته الوجود والحياة. . . في البدء تآلفت ذراته وتجمعت ثم خفت فطفت وكانت قشرة، وتركزت فهبطت فكنت القاع واللب
الرقيب قل، صفا وتنقى فطفا: وحملت الشوائب وحدك فرسبت
العقل الباطن: ليكن من أمر خلقه وخلقي وتكوينه وتكويني ما يكون فهو ما فتئ طفلاً وأنا ما زلت جباراً
الرقيب: إذا فما أغربه طفلاً يهيمن على جبار!
العقل الباطن: (يهبط متكثفاً متركزاً نحو القاع)
الرقيب: يرى أين ذهب الجبار، أعني الطفل الذي تمخض عن الجبار
(يهفو من بعد صوت مضطرب فيه حدة وفيه لين. . . تستبين النغمات وتنسجم فإذا دوى طبل وأنة ناي. . .)