تلك هي بلا ريب عظمة العظمات، ومعجزة الأعجاز في باب الصداقات)
ذلك سمو العقاد في المطروق المبتذل، فما ظنك به حين يعالج الأحرار الأبكار من معاني العبقرية المحمدية في السياسة والإدارة والرياسة والبلاغة؟ أما تحليله البراعات الخلقية والنفسية في محمد الزوج والأب والسيد والعابد، ودفعه الشبهات المريضة عن دعوة الرسول وعظمته في تحكيم السيف وتحليل الرق وتعدد الزوجات، فغاية الغايات في دقة الفهم وشدة الحِجاج وقوة الأسلوب. ولولا أن العقاد أدركه نسيان الإنسان فأراد غار ثور وكتب غار حراء، لقلت أن كتابه قبس من الوحي نزل عليه من السماء!